سيّدةٌ أجمعتنا على حبّها، ومن يجمع ملايين البشر على شيء؟ وتحديدًا إن كانوا عربًا؟
مَن؟
أي حدث وأي معجزة؟
فعلتها الممثلة المصرية ياسمين_عبد_العزيز التي تواجه أصعب الأزمات الصحيّة، لكنّها في الحبّ لا تجد أي صعوبة، تقتنص القلوب التي توحّدت لأجلها، فصلّت لها حتّى ساعات الصباح لتعود إلينا سالمةً، إلينا كلّنا، زوجها وأهلها وأصدقائها وزملائها وجمهورها..
هنا تفاصيل الوضع الصحيّ الخطير الذي نثق بقدرة ياسمين الصلبة على اجتيازه: إقرأ: خطأ طبي كاد يقتل ياسمين عبد العزيز!
الملايين صلّوا للنجمة الجميلة التي أمتعتنا بارعةً في الميدانيْن الكوميديّ والتراجيديّ.
ياسمين الرقيقة التي أضحكت ملايين العرب بهضامتِها وخفةِ ظلّها وشقاوتها، ليردوا لها جزءً من جميلها، بعدما صلّوا لنجاتِها متكاتفين، ما منح اسمها صدارة (الترند) عبر (السوشيال ميديا).
كم من النجوم ينقسم حولهم المشاهدون، فيكرههم النصف ويحبّهم النصف الآخر، وبأحوال أفضل نجد المحبين أكثر بقليل من الكارهين، وبحالات أسوأ نجد الكراهية بمنسوبٍ مرتفع أكثر من الحبّ؟
هذه طبيعة البشر الذين لا يحبّون شخصًا بالاتفاق الشامل العابر لكلّ الاعتبارات والأحكام والأذواق، ولا يكرهونه كذلك.
لكنّ ياسمين أمس قلبت المعادلة الإنسانيّة هذه، فالكارهون مفقودون، لا حسّ لهم، لا وجود، الجميع يتذكّر أعمالها، يستعيد مشاهدها، يتغزّل بجمالها، يثنيّ على آدائها، يسرد حسناتها ونقاء قلبها وحبّها لزملائها.
ياسمين أجمعت ثلاثمائة وثمانين مليونًا من العرب المتشرذمين، المتصارعين حولّ أتفه القضايا!
أي بطولة وأي إنجاز!
الجمهور متحدّ لأجل نجمةٍ حلّقتْ في السينما، فحقّقتْ عبر أفلامها إيرادات ضخمة، لتكسر سطوة الممثلين الرجال عليها بعد زمن القديرتيْن نادية_الجندي ونبيلة عبيد.
وفي التلفزيون، نافست ياسمين بشراسةٍ، وفي دائرة الاختبارات المُرهقة، أي المواسم الرمضانيّة، ورغم كثافة المسلسلات، احتلتْ القوائم الأولى.
هذا الحبّ الجماهيريّ لا يُقدّر بثمنٍ، ألا يكشف جمال روحها؟
ألا يُحَبّ كثيرًا سوى من يستحق؟
كيف يُحبّب الله بخلقِه أحدًا، ما لمْ يمتلك امتيازات عديدة تنبض داخله، فتجعله متفرّدًا لا يتشابه مع الآخرين؟
هذه ياسمين، نموذج هنا، نحبّها كلّنا باختلافاتنا شتّى..
ياسمين الطيّبة النبيلة، التي قلّما واجهت اعتداءات الجماهير، قلّما كتب أحد لها بإساءة، قلّما ندّد عربي لها بتعليقٍ جارح..
أي عظمة وأي رفعة؟
هل سبق ولاحظتهم تضامنًا جماهيريًا هائلًا كهذا مع نجمة شابةٍ أولى بحجمها؟
وألا يعني هذا باستنتاج لا اجتهاد دينيّ، أنّ الله الرحيم الغفور لن يتخلّى عنها، أو يرفض دعواتنا؟
نعم بثقةٍ، لن نفقد ياسمين، ستعود بفضل صلواتكم، وأي عودة ستكون، مختومة بأكبر حبّ شهدناه منذ وقتٍ وباع!
إقرأ: ياسمين عبد العزيز تصرخ من داخل المستشفى: يا الله!
عبدالله بعلبكي – بيروت