الصورةُ أدناه التُقطت لأكثر نجمات الشرق شهرةً، لعملاقةٍ بنتْ تاريخًا ذهبيًا، لقامةٍ اخترقت قلوبًا تيّتمت بها، بعدما أبهرتها بالعشرات من أعمالها الهادفة.
للكبيرة المصرية التي تُدعى يسرا، وهل أجمل من اسمها يقول عنها كلّ ما لا يمكن وصفه من شدّة إعجابنا بها كلّما أطلتْ؟
كلّما رأيناها تقارع الشابات بجمالها وأناقتها وشياكتها وإصرارها أن تبقى النجمة المُشعّة في أذهان العشاق، ونحنُ منهم؟
يسرا ظهرتْ من جلسة تصوير فوتوغرافيّة، تضحك مغمضة العيّنيْن، فتأسرنا بجاذبيتها، وترسم ابتسامةَ إعجابٍ حقيقيّة بزمنِ الزيّف والكآبة نظرًا لكلّ ما نمر به من اضطرابات مشاعريّة.
نحنُ في لبنان نموت تدريجيًا وحرفيًا وروحيًا وجسديًا، وكلّ يوم تكبر آلامنا، ويشتد حكامنا جورًا علينا، أمام العالم الذي يتفرّج دون أن يحرّك ساكنًا.
أما عندما نرى نجمة بحجم يسرا، تبعث داخل أرواحنا كلّ هذا الجمال والطاقات الإيجابيّة، يتغيّر مزاجنا، فيتنقل وضعنا النفسيّ العام من خانة الاكتئاب إلى خانة التفاؤل الشديد.
إقرأ: يسرا آلامها لم تنسِها صديقها: (لم أعد قادرة على التحدث)!
الفنانة المصرية القديرة تساعدنا على تخطي أوجاعنا لأسباب يمكن تدوينها بنقاطٍ مُختصرة:
- احتفاظها بعد كلّ هذه السنوات بحيويتها الجسمانيّة ونقاء روحها الشابة، يجعلنا نتحدى ظروفنا فنحاول التمسّك بما تبقى من حيويةٍ داخلنا، وبما لم يهرم بنا بعد!
- إصرارها على إسعاد المشاهدين، يبعد عنا الأحزان ولو لزمنٍ أقصر من عقارب الدقيقة، فيدع الروح تتنشق الصعداء ولو لثوانٍ تعبر سريعًا.
- نجاحها الدائم، يجعلنا نتأمّل بالحياة التي لا بد أن تبتسم يومًا لمن يستحقها، ولمن يتعب كثيرًا آملًا بتحقيق ما تحتوي جعبته من أحلامٍ.
- مقاومتها كلّ ظروفها الصعبة، تمنحنا درسًا عميقًا على المستوييْن النفسي والإيمانيْ.
- حبّها للجميع يجعلنا نعيد حساباتنا مع مشاعرنا، التي ربما مالتْ يومًا للكراهيّة، إلا نحو الزعماء الحقيرين الحاكمين لهذا الوطن العظيم، هؤلاء لا يمكننا إلا أن نحتقرهم، دون أن نفكّر يومًا باحتماليّة مسامحتهم!
التسامح مع هؤلاء جريمة إنسانيّة وأخلاقيّة ودينيّة!
وإلى وقت المحاسبة، يمكننا أن ننظر قليلًا إلى صورة يسرا، فنقاوم عبرها ولو القليل من أوجاعنا الضارية.
عبدالله بعلبكي – بيروت