في مقابلة حديثة، ألقى سكوت ريتر، الضابط السابق في استخبارات مشاة البحرية الأمريكية، والمفتش الأممي للأسلحة، الضوء على إمكانية قيام إسرائيل بشن ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وأكد ريتر أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي فقط إلى حرب إقليمية مدمرة، بل قد تتسبب في أزمة عالمية مع تداعيات نووية.
تصاعد التوترات
على مدار الأشهر الماضية، تزايدت التوترات بين إسرائيل وإيران. ووفقًا لريتر، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجه نحو اتخاذ قرار بشن ضربة ضد إيران. وتحاول إدارة بايدن منع إسرائيل من اتخاذ هذه الخطوة من خلال تقديم تنازلات عسكرية ودبلوماسية كبيرة، تتضمن مساعدات عسكرية غير محدودة ودعمًا دبلوماسيًا كاملاً في الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة. ومع ذلك، يبدو أن موقف نتنياهو المتشدد يشير إلى استعداد إسرائيل للتحرك بمفردها بغض النظر عن النصائح الأمريكية.
اقرأ: الجنرال يتسحاق بريك: لم نعد قادرين على التحمل
استعداد إيران
يرى ريتر أن إيران على دراية تامة بهذا التهديد وتستعد للرد. في حال شنت إسرائيل ضربة على المنشآت الإيرانية، فإن إيران هددت بإطلاق ما يصل إلى 2000 صاروخ تستهدف البنية التحتية الحيوية في إسرائيل. ووفقًا لريتر، فإن هذه الضربات قد تؤدي إلى شلل كامل في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، مما سيعيد إسرائيل إلى “العصر الحجري”. بالإضافة إلى ذلك، أكدت إيران أن أي هجوم على منشآتها النووية سيُعتبر تهديدًا وجوديًا، وقد يؤدي إلى مراجعة فتوى تحريم الأسلحة النووية، مما يمهد الطريق لتطوير سلاح نووي
القوة النووية
أشار ريتر إلى أن إيران قد تكون على حافة التحول إلى قوة نووية بالفعل. وفقًا لتصريحات مسؤولين إيرانيين كبار، فإن إيران مستعدة لتطوير أسلحة نووية في حال تعرضها لتهديد وجودي. هذا يضع المنطقة في موقف خطير، حيث أن أي ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية قد تؤدي إلى تصعيد نووي خطير.
اقرأ: ترحيل سوريين من العراق بالقوة!
من جهة أخرى، يبدو أن الخيار الوحيد المتاح أمام إسرائيل لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، مثل منشأة فوردو، هو استخدام الأسلحة النووية. هذا السيناريو قد يؤدي إلى اندلاع نزاع نووي شامل، يُلحق الدمار بكل من إسرائيل وإيران، ويجر المنطقة بأكملها إلى حرب مدمرة.
المشهد الجيوسياسي العالمي
لن تقتصر تداعيات هذا الصراع على منطقة الشرق الأوسط فقط. يشير ريتر إلى أن الحرب الإقليمية قد تؤدي إلى اضطراب كبير في إمدادات الطاقة العالمية، مما يثير أزمة اقتصادية عالمية. بالإضافة إلى ذلك، يتغير المشهد الجيوسياسي، حيث تعزز روسيا وإيران علاقاتهما الاستراتيجية في إطار تحالف أوسع مع دول البريكس. تشير التحركات الروسية الأخيرة إلى دعم متزايد لإيران، مما يزيد من تعقيد الجهود الغربية لحل الأزمة أو التدخل فيها.
اقرأ: هزيمة ساحقة تلوح في الأفق لإسرائيل: تحركات إيران وحزب الله قد تقلب الموازين!
تواجه إدارة بايدن ضغوطًا سياسية داخلية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024، وتسعى جاهدة لتجنب أزمة كبرى قد تهدد استقرار الاقتصاد العالمي. مضيفا ان أي اضطرابات في إمدادات النفط في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي التي قد تؤثر على استقرار الولايات المتحدة سياسيًا.
يقدم تحليل ريتر صورة قاتمة عن التداعيات المحتملة لضربة إسرائيلية ضد إيران. في ظل استعداد كلا البلدين لتصعيد الصراع إلى مستوى نووي، يمكن أن تكون العواقب على المنطقة والعالم مدمرة. إن جهود إدارة بايدن لاحتواء الوضع قد لا تكون كافية لمنع حرب قد تعيد تشكيل النظام الجيوسياسي العالمي. الوقت ينفد، والعالم يراقب عن كثب.
المصدر: مقابلة مع سكوت ريتر، 2024