دولة العبثيين منذ ما يقرب العشرة عقود، منذ تأسيس الكيان اللبناني وها هو يقترب من مئة عام على إعلانه، لكنه بعكس نظريات الاجتماع البشري التي تتطور فيها المجتمعات الى الافضل، الا هذه البلاد تنمو كرؤوس البطاطا الى الأسفل، لكن البطاطا نفسها تبحث عما يزيدها عافية لتكون الأصلح من تربة صالحة…
أما نحن شعب ننمو على فتات قادة الطوائف والمذاهب… نأكل من مالنا على موائدهم ونشكرهم على كرمهم المغدق علينا، واذ بهم في كلّ أزمة تمر بها بلادنا يدكُّون المزيد من الأموال في خزائنهم على حسابنا..
يصرفون علينا مليونًا ويحافظون على ملايين لا تطالها أعيننا ولا أيدينا ولا أوجاعنا ولا جراحنا لأنها أموال لا تحسُّ بنا وبفقرنا، تذكرنا بقول الشاعر طليع حمدان في إحدى أبرز قصائده
“يا هل تُرى ع مين متّكلين
ع اللي ادّعو بالديمقراطية
بيقدمو عشرة للمساكين
وبياخدو تسعين بالمية… ”
وللأسف في زمن الأوبئة، ما يزيد جراحنا تضخما عدم قدرة مؤسساتنا الرسمية على دفع مستحقات لنا بذمتهم منذ سنوات، يسوِّفون ويماطلون ويأجلون حتى أتانا الكورونا في شحٍّ من أمرنا، ونحن لا نقوى على دفع ديننا، فكيف نواجه أزمة بحجم العالم؟..
نحن لا نملك أن ندفعِ لموظفينا، أن نعبد طريق اهلكتها الحفر، أن نرفع ضررا سببته الطبيعة، ان ندفع لعامل مياوم لرفع حفر ساقية على جانب الطريق، والكثير الكثير..
فكيف نساعد اهلنا في ظلّ حاجة طارئة ألمَّت بنا؟..
كيف نساعد مستأجرا، نفرض عليه عطلة قسرية لحماية ناسه واهله، وهو إن لم يمت من الوباء سيموت من القهر والجوع؟! ..
كيف نساعد من يعمل مياوما ليسدَّ رمقَ عائلتهِ وهو أمام خيارٍ من إثنين، اما أن ينحره الجوع او ينحره الوباء؟!..
نحن بحاجة لإعلان طوارئ مالية، تحجر على الفاسدين، وتعيد أموال الناس من خلال مشاريع تهدف الى تثبيت الناس في ارضهم…
نحن بحاجة لإعلان حالة التعبئة العامة، بأن كل مواطن خفير..
خفيرٌ بحماية حقه..
خفيرٌ باسترداد كرامته، التي تمسح على بلاط السلطان…
نحن بحاجةِ لعزة النفوس، التي تأبى أن تهان، أو أن تكون مرهونة للقمة عيش مغمسة بالذل..
نحن شعب يريد الحياة.. فاقطعو الحبل السري من رحم الاستزلام والتزلف، واصعدوا الى النور لتروا العالم كيف يواجه ازماته من شرقه الى غربه.
مهنا البنا رئيس بلدية شارون- بيروت