منذ 7 سنوات بعد تفوقه العام الماضي بمسلسليه (أفراح القبة)، و(7 أرواح)، جدد النجم الأردني إياد نصار إبداعه هذا العام، من خلال مسلسله (هذا المساء) الذي يعرض خلال الموسم الرمضاني الحالي.
يقدم إياد شخصية (أكرم) المتزوج من (نايلة) التي تجسد دورها الفنانة أروى جودة، وتحمل شخصية (أكرم) عدة تناقضات جسدها إياد ببراعة مطلقة، حيث يقع أكرم بغرام (الست عبلة) السيدة البسيطة التي تنتمي لأسرة فقيرة تتناقض تماماً مع المستوى الاجتماعي القادم منه (أكرم).
أبدع إياد في إظهار مشاعر عدم ارتياحه في علاقته مع زوجته الأولى (نايلة)، وتألق في كل مشاهده الرومانسية مع (عبلة) التي تقوم بدورها الفنانة المصرية حنان مطاوع، فشعرنا بالتعاطف مع هذا الرجل وتمنينا بأن تكتمل علاقته بعبلة وتُكلل بالزواج، رغم خيانته لزوجته الأولى، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن إياد ممثل من الدرجة الأولى يتقن أدواره للدرجة التي تجعل المشاهد يتعاطف معه حتى وإن كان مخطئاً!
(هذا المساء) يناقش أكثر من قضية هامة، على رأسها قضية مساوئ التكنولوجيا، واختلاف الطبقات الإجتماعية (أي الطبقية الاجتماعية)، وفتور العلاقة الزوجية، وكلها مواضيع جذابة ومطروحة في العمل بشكل مدروس، لذا فهو اختيار ذكي من إياد بأن يُشارك به في الموسم الرمضاني، ويبتعد عن الأفكار المستهلكة التي ملّ منها المشاهدون.
نرى أن إياد ليس موهوباً فقط في أداء مشاهده التمثيلية، بل موهوباً وبشدة في اختياراته الذكية لأدواره، هو دائماً ما ينجذب نحو الأعمال التي تناقش أفكاراً دسمة، ويقدمها بطريقة تمثيلية سلسة، فيبدو وكأنه لا يمثل إطلاقاً بل ينقل واقعاً يتعايش بداخله!
إياد أصبح النجم الذي لا نستطيع إلا أن ننتظر أعماله كل عام في شهر رمضان، لنرى ما الجديد الذي سيقدمه، ودائماً ما نجده يغرد خارج السرب ..
دينا حسين – القاهرة
)
