قالت الدكتورة بثنية الفقي، استشاري الإرشاد الأسري والعلاقات الزوجية، والتدريب، إن الأسرة أساس بناء المجتمع والدعامة الأساسية لاستمراره واستقراره من خلال قيامها بوظائف أساسية في اطار علاقات أسرية سليمة ومتوازنة، تتمثل في التربية الأخلاقية والجسمية والصحية والنفسية والوجدانية والجنسية والشعور بالمحبة والاحتواء والتقدير.
وقالت، إن الكثير من أسرنا في العصر الحاضر تعاني من عوامل تفكك الترابط الأسري والأخطار التي تحدق بها وتكاد تعصف بقيمها وعاداتها وأخلاقها وأرجعت ذلك إلى البعد عن النهج القويم في التربية وانشغال الوالدين عن الأبناء بتوفير نفقات المعيشة ومتطلبات الحياة وأيضاً اتباع سلوكيات وعادات دخيلة على مجتمعاتنا ومحاولة تقليدها دون فهم لخصوصية المجتمع والاختلاف الثقافي والإطار القيمي مع افتقاد دور المدرسة في التربية والنصح والارشاد عما كان في أجيال سابقة.
وأشارت إلى أن الإشباع العاطفي واحتياجات الأطفال من الحب والحنان والفهم والتقدير والاحترام والاحساس بالذات حاجات أساسية تتيح بناء شخصية متوازنة ومستقرة ومتوازنة وقادرة على التميز والابداع والنجاح في الحياة على عكس استخدام أساليب غير سوية في التربية والتعامل أو ممارسة العنف أو الإيذاء اللفظي أو البدني أو الكبت والخوف فضلاً عن المشكلات والخلافات التي تكون بين الوالدين يؤدي إلى تدهور العلاقات الأسرية والاحساس بالإحباط وافتقاد السعادة والأمان عند الأطفال، وبالتالي فشل الأبناء عاطفياً وبحثهم عن مصدر خارجي للاحساس بالذات والأمان خارج الأسرة والانجراف نحو مصادر انحراف يجدوا فيها أنفسهم وتحقق الاشباع المفقود بداخلهم في مجتمع لم يقدم وسائل للتعبير عن هذه الاحباطات ووسائل للعلاج ولم يقدم الاعداد الكامل للمقبلين على الزواج وكيفية بناء أس وتربية أبناء أو ثقافة زوجية مؤهلة أو إعلام يقدم معلومة ويعلم الأب والأم كيفية تربية الأبناء وهم لا يزالون أجنة في بطون الأمهات بل يبحث عن الاثارة وليس المضمون المفيد.
وطالبت بضرورة اشباع احتياجات الأطفال من الحب واللعب والحنان والفهم فلا نحصر حياة الطفل في الغذاء والملبس والأوامر والنواهي بل نفهم أن الطفل بفطرته السليمة مثل الصفحة البيضاء يسجل فيها ما يراه بالتقليد للوالدين من كلمات وسلوكيات وحركات وأفعال وكما يزرعون فيه من قيم أاخلاقيات وطرق للتعامل يجدوه فيما بعد.
وأضافت الفقي من أهم ركائز بناء العلاقات السليمة في الأسرة والحفاظ على كيانها، العناية الفائقة بتربية الأبناء وخاصة الأطفال لانها أهم مرحلة في حياة الإنسان خلال السبع سنوات الاولى من حياته التي تكون شخصيته وفكرته عن نفسه وعن العالم المحيط به. وأن ركائز العلاقات الأسرية السليمة تقوم على الحب والود والرحمة والاحترام والمشاركة بين أفرادها وبخاصة بين الزوجين بالدرجة الأولى مع اعطاء المرأة حقوقها حتى تتمكن من تأدية واجباتها بالإضافة إلى التعاون بين أفراد الأسرة مع الشعور بالمسؤولية لكل أفراد الأسرة وبخاصة للزوجين فالزوج المسؤول الأول عن الزوجة وأبنائه والزوجة مسؤولة عن زوجها وأبنائها وأسرتها ومشاركة في تربيتهم تربية صالحة بالحب والحنان والإحتواء والعطف لنصنع جيل انسان في معاملاته وسلوكياته قادر على الفهم وتحديد اختياراته وراقي بأخلاقه ومبدع في أعماله ونجاحاته.