يكمل الذهب خسائره لليوم الرابع على التوالي ويفشل في الاحتفاظ بمستوى 2400 دولاراً للأونصة في الأسعار الفورية.
تأتي خسائر الذهب وسط بعض التعافي لسوق الأسهم الأمريكية بالتزامن مع انتعاش عوائد سندات الخزانة واستمرار تألق صناديق السندات. كما تستمر خسائر المعدن الأصفر على الرغم من الحذر الشديد تجاه التطورات المحتملة في جبهة الشرق الأوسط.
اقرأ: الذهب يتماسك مع التوترات الجيوسياسية!
التحول المفاجئ في التوقعات حول مسار أسعار الفائدة بعد الأرقام الصادمة لسوق العمل أعطى إشارة للأسواق بأن السندات وصناديقها قد تجاوزت القاع فعلاً وذلك مع الحتمية شبه المطلقة حول خفض المعدلات في سبتمبر. هذا ما أدى بدوره إلى المزيد من التدفقات نحو تلك الصناديق بالتزامن مع استمرار التدفقات الخارجة من صناديق الذهب وهذا ما قد ساهم في تعميق خسائر الملاذ الآمن غير المدر للعائد.
فلم تسجل صناديق الذهب المادي الكبرى في وول ستريت سوا المزيد من التدفقات الخارجة هذا الأسبوع، وذلك مع 45 مليون دولاراً من أموال المستثمرين خرجت من صندوق SPDR Gold Trust (GLD) حتى يوم أمس. في المقابل، سجلت ثلاثة من كبرى صناديق السندات التي تدير أصولاً بأكثر من 50 مليار دولاراً وتركز على الولايات المتحدة تدفقات داخلة بحوالي 550 مليون دولاراً الأمس لوحده فقط.
اقرأ: الذهب يستكمل الهبوط مع قوة الاقتصاد الأمريكي
عليه، فإن انخفاض عوائد السندات قد لن يساعد الذهب على حصد المكاسب ذلك أن وول ستريت قد تحول تركيزها إلى أدوات الدخل الثابت لاستغلال العوائد التي قد تتجه إلى المزيد من التراجع مع الخفض الكبير المرتقب لسعر الفائدة هذا العام. كما تستفيد أسواق السندات من ضعف شهية المخاطرة في أسواق الأسهم في ذات الوقت.
بعيداً، فإن اشتعال الصراع في الشرق الأوسط على مختلف الجبهات هو من أهم ما قد يحفظ للذهب مكاسبه وذلك مع انتظار الرد الإيراني على إسرائيل.
حيث تقوم إيران بحشد قوتها الصاروخية والقيام بالمناورات تمهيداً للرد المرتقب والذي قد يشارك به حلفائها، وفق The Wall Street Journal. فيما أن الهجوم المتزامن من إيران وحلفائها من شأنه أن يغرق الدفاعات الإسرائيلية مما قد يدفع بدوره إلى المزيد من التصعيد في الحرب الاقليمية، وفق Associated Press. فيما يأتي كل هذا مع جمود المسار التفاوضي بعد اغتيال كبير مفاوضي حماس، إسماعيل هنية، في ظل مماطلة إسرائيلية في مسعى لإطالة أمد حرب غزة.
تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن