في الحلقة الثالثة من مسلسل الكاتب، وبعد مرور حلقتين من أروع ما تكون الدراما العربية، يسقط فوق رؤوسنا مشهد سمج، لباسل خياط، يشرح فيه للنقيب كيف رأى من يلاحقه!
ويتوسع ويستطرد ويتمهل ويحكي ويطيل في السرد استعراضًا تافهًا، لا معنى له، لأنه يحكي عن مشهد رأيناه، ولا داعي لكل هذا “التمغيط واللت والعجن والتمثيل المسرحي”.
وأستمر في المشاهدة لأن القصة جميلة، وجديدة، للسورية ريم حنا، والصورة سينمائية رائعة، لشقيقها المخرج رامي حنا.
في المشهد الذي يليه مباشرة، المحقق الذي يتابع جريمة قتل صبية، متهم فيها باسل خياط، يأمر أحد عناصرِهِ، بلهجة المخابرات السورية في زمن الإحتلال السوري في لبنان ،بأن يتحرك بسرعة ويأمر صحافيًا بمحو خبر نشره عن الجريمة ويقول له: “قلو هيدي قضية جنائية خطيرة يمحي الخبر فورًا عن الانترنت!
ويتصل العنصر منفذًا، ويهدد ويأمر الصحافي الذي يمتثل للأمر بدل أن يجيبه أنه يتجاوز القانون!
هذا المشهد يشوه واقع القضاء اللبناني، في علاقته مع الصحافة، التي لا يأمرها لا قاضي ولا فاضي، وما قاله المحقق عن القضية الجنائية الخطيرة، ليس سوى حكي “بلا طعمة” وليس صحيحًا لأنها ليست قضية أمن قومي!
في لبنان تنشر الصحافة ما تريد، طالما حصلت على معلومات، ولا يحق لأكبر رأس، أن يمنع النشر، إلا إذا كان المنشور وثائق من محاضر التحقيق السرية، فيتدخل القضاء ليمنع النشر تمنيًا لا أمرًا تحت حجة (لحسن سير التحقيق).
يبدو أن ريم حنا تسقط القوانين السورية على اللبنانية وهذه مصيبة!
من يراقب النصوص المارقة في الدراما المشتركة بين سوري ولبناني في نظامين ومجتمعين وثقافتين لا تقاطع بينهم بشيء على الإطلاق.
ما فعلته ريم في الحلقة الثالثة كان واقعًا سورياً في لبنان في زمن الاحتلال السوري أما الآن.. فلا.
مسلسل الكاتب إنتاج جمال سنان ومحمد مشيش (إيغل فيلمز) ﺇﺧﺮاﺝ رامي حنا، تأليف ريم حنا، بطولة باسل خياط ودانييلا رحمة، بولين حداد، ريم خوري، ندى أبو فرحات، هيام ابو شديد، فادي أبو سمرا، وغبريال يمين.
نضال الأحمدية