منذ أسابيع توفى والد الممثل اللبناني باسم_مغنية السيد عدنان عبد الحسين مغنية بشكل مفاجئ، وتلّقى الخبر المؤلم ليلًا.
إقرأ: وفاة والد باسم مغنية وقلبه محروق!
واجه صدمة نفسيّة كبيرة، ولم يتقبّل بعد فراق أبيه الذي كانت روحه متعلّقة به، لكنه يعلم أنّه أصبح في مكان أفضل الآن.
كتب بعد رحيله بعشرين يومًا بحزنٍ: (من عشرين يومًا انتهت مرحلة الطفولة عندي).
تابع: (من عشرين يومًا كبرت فجأة وأصبحت مسؤولًا).
أضاف باسم: (ادعوا لي في بداية هذه المرحلة بالتوفيق، اشتقتلك بيي).
نثق بقدرة باسم على تخطي آلامه، وندرك شخصيته الصلبة التي تنتصر على أكبر الأحزان.
من الطبيعي الآن أن يعاني قليلًا بسبب غياب أبيه، لكنّ كلّ الآلام تخف حدتها مع مرور الوقت.
باسم خسر والده عندما كان رجلًا واعيًا متزوجًا لديه حياته الخاصّة.
لا نحاول التخفيف من وقع الصدمة عليه، لكنّه فقده بعمرٍ شُكّلت به شخصيته الكاملة والناضجة، والتي نحبّ ونحترم.
لكن غياب الأب عن الابن عندما يكون طفلًا مثلًا، يؤثر سلبًا على بناء شخصيته، كما يقول علم النفس.
غياب الأب عن الطفل بشكل دائم، يؤدي حسب الدراسات العلمية إلى إعاقة نموه الفكري والعقلي والجسمي، تحديدًا بالفئة العمرية التي تتراوح ما بين الثانية والسادسة.
يُصعب على الطفل رؤية الحياة وفقاً لجنسه بحال غياب الأب، لذلك نجد الطفل المحروم من الأب أكثر حساسية بمشاعره ويعاني من التردد في سلوكه والالتباس بتحديد دوره الذكوري او الأنثوي.
يستمد الطفل الذكر صفات الذكورة من الأب بملبسه وطريقة كلامه ومعاملته للآخرين، بينما يساهم الأب بتعميق شعور الفتاة بدورها الأنثوي، عن طريق معاملته المميزة لابنته عن إخوتها الذكور، ما يرسخ شعور الأنثى لديها ويدعم تقبلها لذاتها والنجاح يتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، ويعلمها الحياة ويضعها على طريق النجاح المهني، كما يعلمها ما يجب أن تكون عليه سلوكها مع زوج المستقبل.
يحدث غياب الاب بالطلاق أو بالوفاة شرخاً مؤلمًا بنفسية الطفل يتواصل معه مدى الحياة، فيشعر أنه فقد أبيه الذي يحبه بدون أي ذنب، وأن أبيه تخلى عنه مما يجعله ساخطًا على الحياة وعلى والده الذي تخلى عنه.
ينشأ الطفل المفارق لابيه بالطلاق بمشاعر أكثر عدائية وانفعالاً وغضباً، بينما يصاب الطفل الفاقد لأبيه بالموت، بالانكسار والحزن الدائم ويميل إلى العزلة ويشعر بالنقص دائماً.
تتعدد الآثار السلبية لغياب الأب لدى الأطفال، حسبما توصلت اليه الدراسات العلمية، فيؤثر حرمان الطفل من حنان أبيه وعطفه، بنمو ثقافته وشخصيته، ويعاني من انعدام التوازن العاطفي وعدة صراعات نفسية، كما يؤدي هذا الحرمان الى الاضطرابات السلوكية والجنوح، وضعف الثقة بالنفس فيصبح أقل التزاماً بالنظام، كما يؤدي إلى قلة الانتباه والتركيز وضعف تحصيلهم الدراسي.
حدد بعض علماء النفس السن الخطرة بعمر الطفولة التي يؤثر غياب الاب عن الطفل بالسلب بالاثنتي عشرة سنة الأولى من عمره.
أجرى العديد من العلماء دراسات ميدانية على مجموعات متنوعة من الأطفال ذوي الأب الغائب.
أعطت العالمة الأمريكية سيرز، مجموعتين من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 3- 5 سنوات عدداً من الدمى فكان الأطفال ذو الأب الغائب أقل شجاعة وسلوكاً مغامراً من أولئك ذوي الأب الموجود، كما أبدوا سلوكاً ذكرياً واختاروا دمى ذكرية الصفات أقل من أقرانهم ذوي الأب المتواجد.
وجد العلماء ايضًا أن الأطفال ذوي الأب الغائب أقل رغبة من المبادرة أو المغامرة وكانوا أكثر اعتماداً على غيرهم وأقل اندماجاً بالألعاب أو الرياضيات الجسمية.
هكذا نجد أن الطفل المحروم من وجود الاب يحرم من فرص المباشرة لتنمية سلوكه الاجتماعي وصقله.
علم النفس يقول إن الطفل ذي الأب الغائب، يواجه فعلياً صعوبة كبيرة بعملية تطور سلوكه الاجتماعي العام.
وجد جولدستابين مثلاً أن أطفال هذا النوع أقل استقلالية وأضعف قدرة ذاتية على ضبط سلوكهم الفردي.