قبل سنوات وتحديدًا في العام 1987 قدّم المخرج رأفت الميهي عملاً فنياً بعنوان (السادة الرجال) بطولة محمود_عبد_العزيز ومعالي زايد وهالة فؤاد، وكان الفيلم يتناول أبعاد العلاقة بين الرجل والمرأة من خلال منظور اجتماعي ونفسي، فالرجل على خلاف دائم مع زوجته التي تريد أن تكون لها شخصية وقرار، وتُقرر أن تنتقم لنفسها ومن كل الرجال الذين يسيئون إلى المرأة فتجرى عملية تحويل وتصبح رجلاً يتمرد على مجتمع الرجال واضطهادهم للنساء وترتبط بإبنة خالتها فيما بعد.
العمل كوميدي، لكنه ينتقد واقع بعض الرجال الذين لا يزالون يعيشون على مفاهيم تقليدية وقديمة، والعمل الذي طاله حينها الإنتقاد خصوصاً في ما خص مشاهد التحويل، اذ وصفها البعض بالفانتازيا وآخرون بالكوميدية الهزلية، إلا أن الميهي أبرز بمفهومه الهوة بين الرجل والمرأة في المجتمع والواقع المحيط بهما لا سيما بعد تحول بطلة الفيلم معالي زايد من فوزية إلى فوزي، مشيراً إلى أن كثراً يحملون هرمونات مخالفة لطبيعة تكوينهم وبأمكانهم التمرد وإجراء عملية تحول والعيش بطريقة طبيعية بصرف النظر عن السخرية والتهكمات..
اقرأ: أمل حجازي لأول مرة ترد على حنان الترك ومحجبات تشوهن الدين – فيديو
كانت السينما المصرية أول من تتجرأ على طرح هكذا نوع من القضايا الإجتماعية، بينما كانت الممثلة المصرية حنان الطويل أو متحولة جنسية في الدراما العربية ككل.
من هي حنان الطويل ولم رفضوا أهلها إستلام جثتها؟
كانت شاباً قبل أن تخضع لعملية تحويل إلى أنثى، والسينما المصرية إستغلت شكلها المميز وقدمتها في بعض الأفلام منها (عسكر في المعسكر) بدور الراقصة كوريا الذي أصبح لقبها، ثم (عايز حقي) و(عبود على الحدود) و(55 إسعاف) و(الناظر صلاح الدين)، وكانت حنان تُصاب من حين لآخر بحالات كآبة وبين ليلة وضحاها وُجِدت ميتة العام (2004) وقيل إنها انتحرت لأن المجتمع لم يتقبل ممثلة وراقصة كانت رجلاً، والبعض أرجح على أنها ماتت بسكتة قلبية..
إسم حنان الحقيقي كان طارق وكانت تشعر منذ طفولتها أنها فتاة وليس شاباً وكل مشاعر الأنثى كانت تدغدغ أحاسيسها، وصار طارق يربي شعره ويستعمل المكياج ثم قرر أن يكف عن التحايل على مظهر الخارجي ويواجه الناس والمجتمع ويجري عملية تحويل، فسافر إلى الخارج وعاد أنثى بإسم حنان وكانت صدمة للجميع!
اقرأ: جومانا وهبي وتوقعات كارثية للعام 2021
دخلت عالم الفن من خلال مسرحية (حكيم عيون) مع أحمد_حلمي وعلاء ولي الدين، وبدأت العروضات تتوالى عليها، وكانت سعيدة جداً رغم رفض أسرتها لها لكن الإنتقادات ظلت تلاحقها إلى أن ماتت قبل أن تحقق حلمها بأن تصبح نجمة إستعراضية.
وبما أنها كانت من ضمن الأوائل بالتجويل الجنسي رفض أهلها إستلام جثتها بعد وفاتها..
أما لم نتحدث عنها بعد سنوات من وفاتها؟
اقرأ: حنان الطويل ونهايتها المأساوية – بالصور
مع كل عملية تحوّل جنسي في مصر تحديدًا يذكر الكل الممثلة الراحلة وكيف تحدّت مجتمعها وأهلها بسبب مشاكل هورمونية منذ ولادتها أي أنها لم تتحوّل لغايات مالية بل لأسباب مرضية بيولوجية.