غيّرت أزمة فيروس_كورونا حياتنا وقلبتها رأساً على عقب و الوضع الاقتصادي زادت الامور سوءً، وأصبح التفاؤل في الحياة والأمل بغد أفضل، من بين أهم علامات الإنسان الناجح. إن تحقيق السعادة لا يكون إلا بالتفاؤل والأمل فهما أساس السعادة الأبدية، ومن أجل ذلك كان لابد من النظر للحياة نظرة إيجابية، والابتعاد عن التشاؤم فكما أن هناك شرا فهناك أيضا الخير، وبالرغم من وجود الفشل في حياة الأفراد يوجد نجاحات متعددة، وكما أن هناك ظلاما حالكا يوجد بصيص نور ينير الدروب المظلمة، فيجب عدم النظر للنصف الفارغ من الكوب بل ننظر إلى النصف الممتلئ منه، وعلى كل إنسان أن يبني الأمل في نفسه وأن ينظر للمستقبل المشرق، ولا يجعل لليأس مكانًا فيها، وكذلك على الإنسان أن يغير من نظرته للحياة وأن ينظر إليها من زاوية أخرى.
اقرأ: د.وليد ابودهن: ما علاقة ضعف المناعة بالحالة النفسية؟
ما هو التفاؤل؟ وما هي علامات الإنسان الناجح في الحياة؟
التفاؤل ميل الإنسان لتوقع أشياء جيدة سوف تحصل في المستقبل”، فهو بالتالي عبارة عن موقف عقلي يتخذه الإنسان، وهو يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية له، فضلًا عن أنه وسيلة يتمكن من خلال هذا الإنسان على التكيف مع واقع الحياة اليومية، كما وتمنحه الطاقة الإيجابية لمواجهة المشاكل والتحديات التي تواجهه.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ما هي طرق الوقاية وعلاج الدوخة؟
أصبح التفاؤل في الحياة والأمل بغد أفضل، من بين أهم علامات الإنسان الناجح، والسبب يعود إلى أن الإنسان المتفائل يحاول أن يزرع الأمل في نفسه، وفي نفس كل من حوله، كما ويعزز ثقته بنفسه وفي نفوس الآخرين، ولعل نظرة التفاؤل التي يحملها الشخص ما هي إلا انعكاس للرؤيا الإيجابية التي يحملها على الرغم من المصاعب الكثيرة.
هناك طريقتان للتفكير وطريقتان لتفسير الأشياء من حولنا وهذا يؤثر كثيرًا على مشاعرنا وعلى حياتنا وسلوكنا بشكل عام.. فحياتك كلها تتوقف على ما يدور في رأسك وكيف تدور الأفكار في رأسك لأن أفكارك هي التي تحدّد قراراتك واختياراتك في الحياة وحتى المشاعر والأمزجة قد تحددها الأفكار.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ما هي طرق الوقاية وعلاج الدوخة؟
نحن حين نتقلب بين مزاج إيجابي وسلبي نلاحظ الفرق في مشاعرنا ونرى هذا الفرق حولنا أيضاً فعندما تبدأ صباحك باكراً بحيوية ونفس منشرحة بعد ليلة نمت فيها بعمق وأخذت كفايتك من الراحة وتجد وقتًا كافيًا لتناول فطورك وملاحظة أشعة الشمس وهي تلوح في الأفق فإنك تشعر بأن كل شيء حولك يبدو مشرقاً وتدخل على زملائك في العمل بابتسامة صباحية مفعمة بالحيوية وتبدأ عملك بحماس تشعر أنك قادر على إنجاز ما كنت تتوقع أنه صعب وكأن عملك نفسه يساعدك على إنجازه لأنك تريد ذلك.
لكن عندما تبدأ نهارك كَدِراً وعابساً فإنك تشعر أن كل الأمور تعاكسك وأن كل التفاصيل تناكدك وتغيظك عامدة وأنك غير قادر على العمل ولا حتى أبسط الأمور.
اقرأ: د. وليد ابودهن: التنفس الصحيح في عصر كورونا!
التفاؤل أفضل لصحة القلب
أجرت دراسة على عدد من البالغين كبار السن نسبيّاً الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45-84 سنة، لتحليل الصحة النفسية والعقلية وضغط الدم وربطها بمستويات التفاؤل، وكشفت الدراسة أن التفاؤل أفضل للقلب ويقلل فرص الإصابة بأمراض القلب.
وتفيد الدراسة بأن “الأشخاص من ذوي المستويات العليا من التفاؤل يكون لديهم احتمالات مضاعفة أن يتمتعوا بأوعية دموية مثالية بالمقارنة بالأشخاص ذوي المستويات الدنيا من التفاؤل”.
تأتي هذه الدراسة الحديثة جنبًا إلى جنب مع دراسة أقل حداثة أجرتها جامعة هارفارد، كشفت أن التفاؤل والأمل والرضا العام عن الحياة يرتبطون مع انخفاض احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
اقرأ: د. وليد ابودهن: الفوائد الصحية للنوم بالجوارب
ليس القلب فقط.. بل يمدد العمر أيضاً!
ينعكس التفاؤل بالإيجاب على الصحة العامة، والمدهش أنه قد يساعد أيضًا في تمديد العمر؛ إذ أجريت أكثر من دراسة علمية متخصصة تربط بين التفاؤل والصحة في دول كالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وهولندا، وأفادت بأن الأشخاص المتفائلين عاشوا حياة أطول تمتد من 8 لـ 10 أعوام أكثر من الأشخاص المتشائمين.
التفاؤل يقلص عدد أيام المرض.
المتفائلون يتعرضون لإصابات وأمراض أقل من المتشائمين، واللافت أنهم إذا تعرضوا لأمراض يستفيقون بشكل أسرع، إذ كشفت دراسة أن فرص المتفائلين للتعرض لأمراض شائعة ومتكررة مثل البرد والإنفلونزا قليلة، وإذا تعرضوا له يكونون أقدر على الاستفاقة منها، فالمشاعر الإيجابية قد تؤدي إلى مقاومة أكبر للمرض.
التفاؤل يساعد على النجاح وتحقيق الأهداف.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ادمان التسوق والاكتئاب
التفاؤل يمدد العلاقات العاطفية
أن المتفائلين يعيشون علاقات عاطفية أفضل وأطول أمدًا، ويساعد التفاؤل حتى ولو كان من طرف واحد على حل الأزمات والصراعات التي قد تشوب العلاقة، وأنه كلما حاول الشريكان إقناع نفسيهما بأنهما على علاقة رائعة حتى وإن ابتعد هذا الوصف عن حقيقة العلاقة كلما كانوا سعداء في علاقتهم.
التفاؤل والرياضة
كشفت دراسة أن التفاؤل وممارسة الرياضة لمدة 15 دقيقة يومياً يطيلان العمر ليعيش الانسان عمرًا أطول يصل إلى 85 عاما،حيث أكدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتمتعون بالتفاؤل والنظر إلى الجانب المشرق للحياة، لديهم خطر أقل من أمراض القلب والوفاة المبكرة، وأن البعد عن الضغط العصبي، وعدم الاستسلام واليأس، وتقبل الفشل والإصرار على النجاح والتفاؤل بالقادم، يعظم صحة الإنسان ويحميه من كثير من الأمراض مما يكون سببًا في أن يعيش عمرًا اطول أو يعيش شيخوخة صحية دون أمراض.
تفاءلوا خيراً تجدوه التفاؤل هو توقع الخير، وهو الكلمة الطيبة تجري على لسان الإنسان.والتفاؤل كلمة، والكلمة هي الحياة!
د. وليد ابودهن