لماذا المازوت؟
وما هو السر؟
اليكم بعض ما سيحصل إن أتت الأوامر لإستعمال “سلاح المازوت” بدءً من منع فتح إعتمادات لشرائه وإدخاله مما يؤدي أولاً لتوقّف المولدات الخاصة التي تغذّي كافة المناطق اللبنانية بالكهرباء مما يضطرّها لإطفاء محركاتها، وبما أننا لا نزال دون معامل طاقة تعمل وتنتج منذ عشرات السنين، سنرى المشهد التالي في لبنان:
لا مستشفيات لإستقبال المرضى، يتبعها حالات وفاة بالمئات.
تعطيل كافة الدوائر الرسمية بدءاً من القصر الجمهوري إلى المجلس النيابي وصولاً للسراي الكبير ليشمل كافة الوزارات والإدارات العامة والخاصة دون إستثناء.
فرحة عامرة ستعم البنوك بإقفال كافة فروعها وتعطيل ماكينات سحب الأموال بسبب إنقطاع المازوت الذي يتسبب بدوره بإنقطاع الكهرباء.
مستودعات المواد الغذائية بدون كهرباء = فساد بضائع وخسائر لا تعد ولا تحصى..
محطات المياه الرسمية التي تحتاج إلى الكهرباء لضخ المياه إلى جميع المشتركين على كافة الأراضي اللبنانية ستتوقف حيث لا يتوفر لها ليتر من المازوت لتشغيل مضخاتها، بالتالي لا كهرباء ولا ماء..
الفنادق جميعها مقفلة.
المؤسسات الخاصة والمعامل والمصانع كافّة.. مقفلة..
وسائل النقل من شاحنات وباصات وفانات وسيارات تعمل على المازوت، متوقّفة وأصحابها عاطلون.
المخابز والأفران متوقفة عن العمل، حيث ستنقطع لقمة العيش الأخيرة.
تصوّروا كيف ستؤول حال المزارعين عند إكتشافهم بأن ليس لديهم القدرة على إنعاش حقلهم بالريّ بدءً من مسكبة البقدونس إنتهاءً بحقول ومزارع الحمضيات والفواكه كافةً.
تصوروا حال مزارع الدواجن ومصانعها ومراكز بيعها.
تصوروا حال مزارع البقر وإقفال الملاحم.
تصوروا كم من المولات ستقفل أبوابها وتطرد موظفيها حيث سيعمّها الشلل التام.
تصوروا السوبرماركات الكبرى والصغرى ماذا سيكون وضعها.
تصوروا إلى ما ستؤول إليه حالة السجون والنظارات كافة إن فقدت مادة المازوت وحيث لا كهرباء دولة، حيث سنشهد أعمال شغب في تلك السجون والنظارات وكم ستكون مكلفة وباهظة الثمن.
تصوروا كم هي مادة المازوت سلاح فعّال وقاتل أكثر من أي سلاح إستعمل ويُستعمل حتى الآن، حيث سيّتبيّن لكم أن سلاح الدولار وإرتفاع الأسعار وسرقة أموال المودعين وطوابير الذلّ أمام محطات المحروقات والأفران والصيدليات وإنقطاع الدواء، لا تساوي شيئاً أمام سلاح المازوت الفتّاك.
تصوروا كم هو مجرم وحقير وسافل ذاك العقل الذي يخطط لتلك المرحلة، ويعمل حسب توجّهات ذلك العالم السفلي الذي ينتمي إليه.
أخيراً: لا تتصوروا، بل تيقّنوا أن نهاية حقبة مليئة بالإجرام بحق وطن وشعب بأكمله لمن يديرون تدمير الوطن والقضاء على المواطن كرمى لكرسي أو خدمةً لأسيادهم، قد أصبحت قريبة.