يداوم المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على خطوة جديدة من نوعها، بما أن الخطبة الدينية معروفة عند المسلمين يوم الجمعة، لكنّه خرج عن المألوف وألقاها نهار الأحد، بعد خطبة البطريرك الماروني الكاردينال مارة بشارة بطرس الراعي، ولاحظنا انتظاره لخطبة الراعي، ليرد عليه.
هذا يحدث منذ أسابيع، ونقرأ ماذا يحدث الآن من خلال الخطابات الجديدة لقبلان.
اليوم ردّ قبلان، اليوم الأحد، على كلام البطريرك الراعي من أستراليا، قائلًا ما يلي: (لأن حجم الهجمة الأميركية يهدد وجود لبنان، ولأن المسيح ومحمد يريدان الحق فقط، أتوجه لشريك الوطن غبطة البطريرك الراعي: القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً، وما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج الى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية).
تابع: (من هنا قلنا بأن القطيعة السياسية تستبيح الدستور والقانون وتقضي على البلد وتلعب لصالح واشنطن ومجموعتها الدولية الإقليمية التي تريد رأس لبنان، وليس سراً أن لبنان يتعرض لأسوأ حرب ممنهجة، والعاصفة المنظمة التي تقودها واشنطن تتسبب بأسوأ كارثة تطال الدولة ومشروعها وشعبها، وعينها على تدمير أعمدة وجود لبنان، وهنا في الداخل للأسف من يشارك واشنطن هذه الحرب وتلك الواجهات المدمرة، ولا حياد في هذه الحرب لأن لبنان تحت الغزو).
رأى قبلان إنّ البلد اليوم مستباح ممن يتنكّر لحقيقة أن لبنان يعيش لحظة مواجهة عاصفة تقودها واشنطن ومجموعتها الدولية الإقليمية، والقانون والدستور يعانيان من عاصفة واشنطن وشراكة البعض معها لا ممّن خاض أعتى الحروب الوطنية لاستعادة الدستور والبلد والمؤسسات، ونادى بالتضامن الوطني والحوار الإنقاذي، والمشكلة برأيه ليست بظلم الأشرار بل بصمت الأخيار، والنافذ الذي يمارس الطغيان ويستبيح الدستور فقط يتخلّف عن الإنقاذ الحواري رغم شراسة الحرب التي تطحن البلد، حسب وصف قبلان.
أضاف: (المطلوب إدانة سرطان القطيعة لا إدانة مَن تاريخه تحرير ونصر ووطنية وتضحيات من أجل لبنان، والتهرب من الرسوم والضرائب نتيجة للحصار الذي تقوده واشنطن والذي يطال الدولة ويشل قدراتها، ولا منطقة ولا طائفة للتهرب الضريبي، والكل يعلم الحقيقة، ولا فائض قوة في لبنان إلا لبعض القوى التي تشارك واشنطن مشروع تدمير الدولة والبلد والشراكة الوطنية، فيما البعض الآخر حوّل حدود لبنان إلى حصن لا تطمع أي قوة في الأرض على غزوه).
أكمل: (المطلوب من الكنيسة كما المسجد أن تصرخ بما يتعرض له لبنان من واشنطن ومجموعتها الغازية، ولا يجوز ترك لبنان وشعبه ودولته فريسةً للغزو الأميركي للبنان. وهنا أقول لغبطته: الحوار والتضامن يساوي إنقاذ لبنان ويمنع الكثير من الكوارث، وله طعمة وطنية لأنه أكبر ضرورات لبنان بهذه المعركة المصيرية، ولحظة المصير نحتاج رئيساً بحجم الكارثة التي تُزهق روح البلد، لذلك لحظ المشترع بالدستور اللبناني النِصاب الدستوري لانتخاب الرئيس فضلاً عن السلطة الإستنسابية لرئيس مجلس النواب تنبّهاً منه لمصالح البلد العليا على مستوى الرئاسة.. لبنان اليوم بقلب حرب مصيرية، والقطيعة فيما لبنان يتعرض لأسوأ غزو أميركي تساوي الخيانة، والحزب الذي يُجلد كل مرة من هزم إسرائيل واستعاد لبنان ولا يزال يعمّد أسواره بالدم والانتصارات، ولولا تاريخية الحزب والحركة وباقي الفصائل لكان الجميع ينطق العبرية ويعاني من استعباد الصهيونية، والمطلوب أن نقول الحق ونصرخ به كما صرخ به المسيح ومحمد، وأن ننهض بالمظلومية لنمارس عبادة مواجهة الطغاة، خاصة مقاولي الشر ومرتزقة اللعبة الدولية).
ختم قبلان: (القضية ليست قضية سياسة ورئاسة بمقدار ما هي قضية وطن، ولبنان وطن عظيم يستحق التضحية من أجله).