ميسم درزي، تاريخ من صوت العافية، صدّح صوتها المخمليُ مثلها منذ أكثر من ثلاثين سنة، أنجزت الكثير في عالم الإذاعة، وحجزت لنفسها مكانةً راقية منذ بدأت صغيرة، ولا تزال نجمة الصوت والكلمة عبر راديو الشرق.
تعذبت ميسم.. توشحت بالسواد وكانت لا تزال في سن الـ 16 حين استُشهِد حبيبها البطل، وزفته قوى سياسية كبرى، وكانت لا تزال في مقتبل الوهج.
لم تسمح مع شقيقها الإذاعي الكبير فاروق درزي، أن تقهرهما الحرب، وكانا يعيشان قريبين من خطوط التماس في حرب لبنانية أكلت الأخضر وأبقت على اليابس.
إنها جميلة من بلادي، أفتخر بها وبمسيرتها وبأخلاقها وصبرها وعفتها وعشقها لعائلتها وعملها الدؤوب على تقديم الأفضل.
ميسم درزي رفيقة الآذان النظيفة.
البارحة كان عيد ميلادها الخمسين فقالت:
ها قد بلغتُ العقدَ الخامس من العمر، لا شيء يعود إلى الوراء، بل نتقدّم بالعمر دون أن نشعر، ينسلُّ العمر من بين أصابعنا، عسى أن أكون قد أنجزت ما يجب إنجازه، وعسى ربي أن يكون راضياً عني، أنا أحاول أن أكون على قدر كبير من الطاعة له، وأحاول أيضاً أن لا أفكر بما قد سيأتي رغم أني أحب أن أغوص في أعماق الدنيا وما فيها من خبايا وأسرار، لكني أترك لما لله لله سبحانه وتعالى، مع الإعتراف بأن في قلب كل منّا خوف دفين من النهايات، لكني مع فجر كل يوم أتفاءل وأطلب المزيد من جرعة الحياة لأسعد بأبنائي وبحفيدتي الجميلة، ربي هبني القوة والعزم على إسعاد كل من حولي، عائلتي، أصدقائي، أحبائي وكل من يتمنى لي الخير، كل عام والأمل يتجدد في نفسي، وفي غدي، وفي عمري، وكل من تمنى لي الفرح والسعادة لكم قبلاتي ومحبتي.
نتمنى لميسم أيام عز وسنوات من الحصاد الذي استحقته.
نضال الأحمدية