لا أعرف لماذا تحتفل المرأة العربية بـِ (يوم المرأة العالمي)! وما علاقتها بهذه المناسبة التي تُعتبر ذكرى لانتصار المرأة التي خرجت عام 1908، لتتظاهر في شوارع نيويورك، حاملة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود، بخطوة رمزية، مطالبةً بإنصاف المرأة وحمايتها من كافة أنواع التعدّيات ومنحها حق الإقتراع.
شكّلت هذه المظاهرات بداية نشوء حركة نسائية داخل الولايات المتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إليها، وبدأ الإحتفال بالثامن من كل عام كيوم خاص بالمرأة.
المرأة اللبنانية تحتفل أيضاً بالمناسبة، فتدلي بخطابات وتقيم المناسبات وتتقبل التهاني رغم أنها نصف مواطنة!
نجمات لبنان سارعن وهنأت المرأة اللبنانية والعربية بعيدها في ٨ آذار – أبريل، وهن أكثر الشخصيات اللاتي تُهاجمن من مجتمع ذكوري يحرّم ويحلّل ما يشاء.
ومن يستفيد في هذه الذكرى سوى الجمعيات النسائية الكاذبة التي تتكلم بإسم النساء المعنفات وتستفيد من قصصهن وحياتهن سرية؟
إيرانيات اخترن أن يتعرّين في يوم المرأة
إستوقفني هذا الخبر عن مجموعة من النساء الإيرانيات اللواتي قررن أن يتعرين في يوم المرأة العالمي، على صفحات روزنامة تحمل صورهن ّسيتم طبعها وبيعها، وذلك للفت الأنظار إلى قمع الحريات الذي تمارسه السلطة في إيران، ضد مواطناتها (بحسب تصريحاتهنّ) وأهدين مشروعهنّ التعبيري لعلياء المهدي، التي فاجأت العالم قبل سنوات ببث صورتها عارية على الإنترنت، احتجاجاً على التمييز ضد النساء. ولم تكتفِ علياء حينها بالتعري، بل دعت الأخريات إلى اللحاق بها.
تقرير هولندا.. وصمة عار!
بثت إذاعة (هولندا الدولية) تقريراً مفصّلاً عن نشوء ظاهرة جديدة في العراق، وانتشارها خلال السنتين الماضيتين، وهي ختان الفتيات العراقيات، حيث تبيّن من الإحصاءات الجديدة أنّ ٦٧٪ من إناث بعض القرى والمدن العراقية تعرضن للختان، أي حوالي ٨١٧١ امرأة في ٤ مدن عراقية فقط.
وتسجل مصر ودول أفريقيا، نسباً قياسية في معدلات إخضاع النساء للختان، ضماناً لشرف البنت ومعها عائلتها على قاعدة أن الشرف مرتبط بعضو المرأة.
هذه إشارات “عالسريع” تعكس الواقع الذي تعيشه “الحرمة” اللبنانية.. وأسأل: كيف لا تستحي من تصديق الأكذوبة فتحتفل بعيد الأميريكية والأوروبية، بدل أن تنتحب لأنها امرأة في بلاد يتذكرونها فيها، في حالتين لا ثالث لهما، أمام صندوق الإقتراع وفي الفراش!
على كل امرأة مثقفة ورجل فاهم في لبنان أن يعتبر هذا اليوم يوم حداد رسميّ على التشريعات والقوانين والأنظمة والأعراف والتقاليد التي يصرّ القائمون عليها على إبقائنا دول عالم ثالث، وشعوباً تحت خط الفهم؟