منذ شهور، خرج الممثل الكوبي ماريو سيمارو يقول: (المنتج في الأعمال المكسيكية يطلب منا أحيانًا أن نتعرى في بعض المشاهد، لأننا نمتلك أجسادًا جميلة تجذب النساء، كما تجذب أجساد النساء الرجال)، وأثار تفاعلًا كبيرًا، والتفاصيل عبر الرابط أدناه:
إقرأ: ممثل مكسيكي: (يتاجرون بأجسادنا كما النساء والجنس ضروري)!
هل تختلف نظرة المنتج العربي عن المكسيكي؟ هل يساهم الممثل العربي بزيادة نسب المشاهدات أو الإيرادات إن خلع ملابسه من الأعلى في أحد المشاهد، كما اعتادت أن تفعل الممثلة التي غالبًا ما كنا نراها في السينما المصرية ترتدي القصير وتظهر مفاتن جسدها؟
الدين ولأننا مجتمعات دينية، لا يمنع الرجل من الظهور نصف عارٍ، ولا يجرّمه فيما تُمنع المرأة من إظهار أي من جسدها من الكتفيْن إلى ما تحت الركبتيْن، ولأننا نعاني من مرض الكبت الجنسي المتفشي في عالمنا، يصبح كلّ ما يُحرّم مرغوبًا، لذا نرى غالبية العربان يتابعون مشاهد الفنانات اللواتي يرتدين به القصير أو يقبلنّ به.
ماذا عن المرأة؟ ألا تمتلك رغبات جنسية؟ ألا يقمعها المجتمع أكثر فيمنعها من الخروج حتى مع صديق؟ ألا يفرض عليها الحجاب منذ مراهقتها؟ ألا يمارس أهلها كلّ وسائل الضغط لكي لا تخطئ فتجلب العار لهم؟
ألا تعاني الفتاة في المجتمع الشرقي من كبتٍ جنسي مضاعف؟ وكيف تفرغه؟ هل ترى جسد الرجل كما يرى الرجل جسدها؟ هل يجذبها ممثل خلع لباسه كما تجذب الرجل ممثلة ارتدت قميص نوم أو رقصت بإغراء في أحد المشاهد؟
بالعودة إلى تاريخ السينما المصرية، نجد كبار فناني مصر ظهروا في مشاهد بلا ملابس، أمام البحر أو على السرير أو في منازلهم الافتراضي الصغير، وحتى زمننا لا يزال الممثل يطلّ نصف عارٍ في مشاهد عدة ومنهم محمد رمضان، فهل يطلب منه المنتج أم يقصد إظهار جسده الرياضي الرشيق؟ وهل تتأثر المُشاهِدة ونراها مثلًا تلجأ لتشاهده سرًا دون علم أهلها؟ هل يشكّل هذا عاملًا تسويقيًا للعمل؟ ألا يمكن تجنب تصوير مشهد مماثل كما ترفض بعض الممثلات المشاهد الساخنة بحجة أنها لا تخدم المشهد الدرامي ولها بدائل؟
الدراسات تروي إن الرغبة الجنسية عند المرأة تفوق الرجل، و٧٠٪ من فتيات العرب يمارسن العادة السرية، وكثيرات منهنّ يتابعن عارضي الأزياء والممثلين، وعندما ينشرون صورةً لهم في المسبح أو مكان آخر نراهنّ يعلقن وكأنهنّ غير قادرات على تحمل مشاعر الانجذاب نحوهم، أي أنهن يفعلن تمامًا كما يفعله الرجال، لكنهن لا يعترفن خوفًا فيما يعترف الرجال ويُصفق لهم وكأنهم حرروا فلسطين!
إذًا لمَ لا نعد تعري الرجل مماثلًا لتعري المرأة في السينما والتلفزيون؟ لمَ تُلاحق الممثلة إن قدمت مشهدًا جريئًا وتُهاجم وتُتهم بالتأثير على غرائز الشباب، أما الرجل فيتجاهلون كلّ إطلالاته مع أنه أيضًا يؤثر على غرائز الشابات؟
ممثل المسلسلات المكسيكية لم يخطئ عندما روى تأثير مشاهده وزملائه على الفتيات الأجنبيات، لكننا لا نمتلك ممثلًا عربيًا جريئًا مثله يسرد الحقيقة ويعترف أنه كالممثلة يلعب أدوار إغراء وتراه النساء العربيات ساخنًا ويحرك مشاعرهنّ!