نشر الممثل المصري أحمد_فهمي صورةً له من داخل سيارته، غير ظاهرة بالكامل، متضرّرة من أكثر من زاويةٍ وكأنها أُصيبت بخدوش عديدة، لذا لم تعد رؤيتها واضحة.
كتب يشرح سبب التقاطه الصورة المهزوزة المشوشة أدناه: (الصورة دي مفيهاش حاجة غلط، دي صورة طبيعية بس من عين شخص عنده ضمور في الشبكية (Macular Degeneration) وده نوع من أنواع ضعف البصر بيخلي الشخص يفقد النظرة المركزية والتفاصيل الدقيقة اللي في الصورة).
تابع: (الشخص ده محتاج يعرف إزاى يقدر يعتمد على رؤيته الجانبية ويقويها، علشان يمارس حياته بشكل طبيعي جدا، تابعوا مؤسسة بصيرة خلال شهر فبراير علشان تتعرفوا على أنواع ضعف البصر والخدمات اللي بتقدمها المؤسسة).
أضاف أحمد: (لما بنشوف الدنيا بعيون غيرنا بنقدر نتخيل حياتهم ونفهم احتياجاتهم).
جميل جدًا تعاطف أحمد مع المُصابين بضمور في الشبكية داخل العين، وكيف قرر أن يسقط ما يعانونه على نفسه.
هذه رسالة الفنان الحقيقي أن يطرح معاناة الناس ويمثّل قضاياهم الإنسانية والاجتماعية والحقوقيّة والصحيّة كذلك.
إقرأ: أحمد فهمي يعلق على حمل زوجته هنا الزاهد!
ما ضمور الشبكية؟
ضمور شبكية العينين مجموعة أمراض وراثية متنوعة تسبب الفقدان التدريجي والقطعي للرؤية البصرية، والتي تغير العملية التشريحية أو وظيفة الشبكية ولا يتوفر أي علاج لهذا المرض حاليًا، رغم الجهود البحثية المستمرة لمحاولة إيجاد علاج في السنوات المقبلة المبنية على العلاجات الجينية والخلوية.
يمكن لتلك الأمراض أن تتلف خلايا استقبال الصورة وتضر غالباً بالدرجة الاولى الخلايا المخروطية (المسؤولة عن ضبط الرؤية والألوان) والعصوية (المسئولة عن الرؤية الليلة والجانبية أو كليهما معًا في آنٍ واحد. كذلك في حالة مرض ستارغارد وإلتهاب الشبكية الصبغي أو ضمور المستقبلات المخروطية أو العصوية على التوالى.
توجد حالات للضمور الوراثي مثل إنشقاق الشبكية الحدثي، واعتلال السائل الزجاجي النضحي أو متلازمة ستكلير والتي تسبب تغييرات في السائل الزجاجي أو الشبكية. وفي حالات أخري مثل تنكيس المشيمة ترتكز المشكلة في غشاء العين المشيمي وهي طبقة تقع أسفل الشبكية.
غالبية حالات ضمور الشبكية تتمركز في التأثير على العين ولكن ببعض الحالات تكون مرتبطة بالظهور والتاثير خارج العينين مثل (متلازمة أوشير، ومتلازمة بارديت باديل) وبكلتا الحالتين نتحدث عن ضمور شبكي متلازمي.
بسبب قلة شيوع هذه الأمراض فإن ضمور الشبكية يعد من الأمراض النادرة ( حيث تصيب أقل من شخص من بين كل ألفين).
ما الذي يسبب الضمور؟
ضمور الشبكية بالأصل مرض وراثي ينتقل من جيل إلى جيل آخر عبر عدة عوامل وراثية مختلفة.
عوامل وراثية نشطة أي أننا نجد المرض ينتقل إلى جميع الأجيال في العائلة، فيصبح جميع الأشخاص حاملين للطفرة المسؤولة عن المرض.
هذا تقريبًا ينتقل إلى 50% من الذرية كما الحال في مرض بست.
عوامل وراثية خاملة عادة ما تؤثر ببعض الأفراد بجيل وقد يصبح المرضى الحاملون للطفرة الواحدة أصحاء ولا يعانون من شيء، وإن كانوا حاملين لطفرتين بنفس الوقت فإننا سنلاحظ المرض ينشط، ما يحدث في مرض ستاغارد.
عوامل وراثية متعلقة بكروموسوم x بمعنى أن الرجال في هذه العائلة فقط يعانون من المرض، رغم أن النساء قد يصبحن حاملات للطفرة الجينية وناقلات للمرض إلى أبنائهن الذكور بإمكان حدوث تصل إلى خمسين بالمائة.
من بين أمراض أخرى في هذه المجموعة تضم تنكيس المشيمة.
يكثر مرض التهاب الشبكية الصبغي وضمور الشبكية خاصة وأن هذا النوع من المرض ينتقل عبر الأنماط الوراثية الثلاثة المذكورة في وظيفة الجين المَعْني.
تُعد الأمراض الوراثية لضمور الشبكية معقدة للغاية، لأن نفس المرض تسببه عدة جينات مختلفة وقد يكون جين واحد أيضًا متصلًا بعدة أمراض أخرى أيضًا.
في الوقت الحالي رصد أكثر من مائتين وخمسين جينًا مسببًا للضمور الشبكية، رغم أنه ما زال الكثير منها لم تحدد بعد.
كيف يمكن الوقاية منه؟
يمكننا الحصول على البيانات الجينية لكل شخص عبر حمضه النووي التي توضح بالضرورة ما إذا كان هذا الشخص سوف يصاب بضمور الشبكية؛ ولذا فإننا لا يمكننا إيجاد تدابير وقائية من هذه الأمراض الوراثية.
يمكن أن نكتشف مبكرًا لهذه الأمراض من أخصائي العيون وفحصنا بشكل شامل العين، وبالاستناد إلى السجل الطبي للمريض وفحص دقيق لقاع العين والاعتماد على التقنيات المتطورة مثل الأشعة المقطعية للعين والتصوير الفلورسنتي للشبكية أو الفحوصات الكهروفسيولوجية.
بالغالب لا تظهر أعراض ضمور الشبكية حتى مراحل متقدمة من المرض، وعندما تكون أعراض المرض بلغت مراحل متأصلة. ولكي نكون قادرين على إعاقة المرض ومنع تقدمه، يصبح من الضروري للغاية أن نعرف الأسباب الجزئية لكل مريض عبر التشخيص الجيني والذي أيضًا يسمح بتأكيد التشخيص الطبي ويمكّنا أيضًا من تحديد النمط الوراثي للمرض وتقديم نصيحة جينية للعائلة التي تتوارث المرض وإيضاح إمكانية انتقال المرض وتنبيه الأفراد الحاملين للطفرة أيضًا.
كما أن التشخيص الجيني يمكّنا أيضًا من محاولة إعاقة أو منع الاحتمالية المستقبلية لفقدان البصر للأشخاص المصابين بالمرض عبر استحداث طرق علاجية فردية جديدة ما زالت قيد التجربة.