أرقام شحيحة حتّى لحظة كتابة المقال، تحقّقها نانسي_عجرم، واحدة من أنجح فنانات الشرق وأكثرهنّ حصدًا للأرقام القياسيّة.
ألبوم (نانسي ١٠)، أُصدر رسميًا منذ خمسةِ أيام، (عاتب ولوم) أعلى الاغنيات رقمًا، قريبة من المليون الأول.
أربع أغنيات أطلقتها نانسي قبل الألبوم (وضمنه) بشهرٍ حتّى أسبوعيْن: (حبك بيقوى)، (جاية معاك)، (بدي حدا حبو)، (مشكلتك الوحيدة)، تتراوح الأرقام بين مليونيْن ونصف وعشرة ملايين، أرقام لا بأس بها هنا.
الإصدارات الفنيّة الحديثة للنجمة اللبنانيّة تبدو متنوّعة، ما بين الكلاسيكيّ والبوب، أصرّت على تقديم ألوان مختلفة، نجحت، بالنقد المهنيّ الفنيّ نعم، طرحت أعمالًا جيّدة من التلحين للتوزيع للكلمات.
لعلّ (سلامات) الأقرب لآذان المستمع، قد تكون الـ(Hit) الأبرز، صيفيّة، (فرش)، سلسة، راقصة، تليق بنانسي.
الأرقام بغالبِها ليست سيئة.
نانسي التي اعتادت تحقيق عشرات الملايين، تكتفي الآن بمئات الآلاف فقط.
هنا تعود إلى ذهنيّ لحظات إطلاق ألبوم إليسا (صاحبة رأي) العام الماضي، قبل تفجير الرابع من بيروت المروّع بأيامٍ قليلة، ما أثّر على خطة التسويق التي تجاهلتها صاحبتها لصالح أحداث وطنها، رغم ذلك استطاعت أغنيات عدّة منه أن تصل إلى المليون بوقتٍ قصير، (ما يقارب اليوميْن)، أسرع مثلًا من أغنيات نانسي.
آنذاك تطاول جمهور نانسي على منافسة فنانتهم المفضّلة واتهموها بالفشل، ولا أزال أتذكّر مليًا التعليقات الساخرة، وكيف قرّر البعض دون معطيات وأدلة، إسقاط إليسا عن كرسي الصف الأول، لصالح نانسي التي تشاركها الكثير من النجاحات، وتعدّ المنافسة الأقرب بل الوحيدة لها منذ سنوات طويلة.
اليوم تعود الصورة لكنّ باختلاف المركزيْن، نانسي تعاني مع لعبة الأرقام، رغم الترويج، وهدوء الوضع الأمني قياسًا لظروف إطلاق ألبوم إليسا.
ما أستغربه، ونحن نحبّ نانسي كثيرًا ونراهن عليها دائمًا.
يزيد عامل الاستغراب كلّما سمعتُ الأعمال التي بمعظمها تستحق علامة جيّد وجيّد جدًا، إذًا لمَ التقدّم البطيء في سلّمِ الأرقام؟
وائل_كفوري الذي أطلق أغنية واحدة دون ترويج مكثّف تحت عنوان (البنت القوية)، يتصدّر المرتبة الأولى منذ أيام، أمام عجز نانسي عن اختراقه أو التقدّم عليه، وهي التي اعتادت تسيّد المراتب الأولى.
إقرأ: وائل كفوري أوقعنا بحبّه كما فعلت به المرأة القوية! – فيديو
الحكم مبكر الآن بل ظالم، نانسي تحتاج الوقت بعد، هذا ما قلناه عند إطلاق ألبوم إليسا، آنذاك لم يسمعنا جمهور نانسي، وعليه إذًا أن يواجه سخريةً مماثلة يطلقها جمهور إليسا الذي ينتقم بسخطٍ، ويوثّق هجومه بطرحه الأرقام المدوّنة في حساب نانسي الرسمي عبر (يوتيوب).
هذا أيضًا يعلّمنا التالي:
- الجمهور العربيّ ما عاد يفضّل الاستماع إلى الألبومات الكاملة بل الأغنيات القصيرة.
- نحن في عصرِ الأغنية لا الفنان.
- المراتب الأولى في زمننا أيضًا مُهدّدة بعوامل تغيّر ذوق المستمع العربي وكثرة الانحطاط الفنيّ.
- الأرقام لا تسرد كلّ الحقائق، فمهما حصدت نانسي أو إليسا، تبقى كلتاهما من أهم نجمات الشرق العربيّ دون منازع.
- على جمهور الفنان أن يضع نجمه دائمًا في موقع النجم الذي يهاجمه، وليعلمْ أنّ الدنيا تدور.
عبدالله بعلبكي – بيروت