كتب المحلل السياسي محمد سيف الدين محللًا الاوضاع السياسية في بيروت بالتزامن مع العدوان الاسرائيلي والضغوطات الاميركية لوقف الحرب.
وكتب:
في لحظةٍ واحدة، أميركا تضغط في بيروت، بينما تظهر الصين وجهها الحربي لأول مرة. فما هو الخيط الممتد من الشرق الأوسط (الغرب الأوسط بالنسبة للصين) وبين بكين؟
جاءت زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت اليوم لتحرك مياه الأحداث سياسياً، بعد أن تركتها أميركا منذ أسابيع للجيش الإسرائيلي ليحاول صنع حقيقة جديدة تناسب الحليفين معاً. قبل الزيارة. أسبوعان دمويان أغرقت فيهما إسرائيل #لبنان بدماء مدنييه. وأغرقت فيهما المقاومة الجيش الإسرائيلي بفشلٍ مستمرٍ في البر.
فكيف حضّرت واشنطن وتل أبيب لهذه الزيارة؟
اقرأ: اليسا هل وصفت حزب الله بالميليشيات؟
شروط إسرائيلية عالية السقف لتصعيب المهمة، أو الحصول منها على نتيجة الحرب الموسعة قبل توسيعها.
زيارة هوكستين وجدت موقفاً لبنانياً صلباً في مضامينه، لكنه مرنٌ وخلّاق في ما يوفره من هوامش وفرص، يشبه طبيعة الرئيس بري ومن إحدى قصائده وصفٌ بارعٌ للاستشهادية سناء محيدلي، يقول فيه إن “أملَسَ المرمر أصلبه”. عبارةٌ تصف وقفته هو الآن في وجه الضغوط الهائلة في وجه هستيريا إسرائيل وضغوط رعاتها.
وهو لدى استقباله هوكستين وضع الحروف على النقاط فأعاد التعبير عن الحقائق الواقعية لما يجري. وأكد موقف لبنان حيال تطبيق القرار 1701، من دون الإضافات الإسرائيلية التي تتضمن احتلالاً من الجو للبنان، وفرض وقائع على الأرض لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيقها بعد مرور أسابيع على إعلان “عمليته” البرية.
اقرأ: اميركا تستهدف شبكة تمويل حزب الله والاتجار بالكبتاغون السوري
الصين تظهر في الأيام الأخيرة تحديداً بوجهٍ حربي حقيقي، ولأول مرة.
شي جين بينغ ظهر بلباسه العسكري، وتحدث مع قولته المسلحة بأسلوب جديدٍ يشي بمرحلةٍ أخرى مختلفة. قال الرجل إن على الجيش أن يتجهز للحرب بروحية المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي، وهو المؤتمر الذي حسم فيها الصراع الخفي داخل الحزب لمصلحته، بوجه مراكز النفوذ المؤيدة لمهادنة أميركا، وقد أزاح هؤلاء من المشهد تماماً بعد المؤتمر.
يتحدث شي عن عصر جديد، عصر الحرب الكبرى ويقول إن على الجيش أن يستعد لتطبيق افكار الحزب في تقوية نفسه لمهمة حماية السيادة الصينية والشعب.
قفزةٌ كبرى سيسمع صداها في واشنطن، كائناً من كان الرئيس المقبل. وبالتأكيد، فإن على أميركا أن تسارع إلى نجدة الموقف في الشرق إذا أرادت أن توقف الصين في يومٍ من الأيام. وهذا واحد من أهم دوافع واشنطن لتسريع إقفال ملف الشرق الأوسط.
اقرأ: هزيمة ساحقة تلوح في الأفق لإسرائيل: تحركات إيران وحزب الله قد تقلب الموازين!
إن أرادت أميركا إمساك الشرق الأوسط بكل قوتها، عليها أن تفلت أوكرانيا وتايوان. وهناك في الساحتين هي بحاجة إلى القوة الكاملة، بما يوسع هوامش الشرق الأوسط على أهله.
بالمعنى الاستراتيجي، نحن الآن سور الصين العظيم.