أقمنا مسابقة على التويتر لساعات قليلة نسأل فيها:
⭐️ من المطربة الأولى عربيًا التي أجرت عملية_تجميل.
ووضعنا ثلاثة احتمالات وهي:
1- أم_كلثوم
2- صباح
3- فيروز
كيف جاءت النتائج؟
– أم كلثوم: 9%
– فيروز: 22%
– صباح: 69%
إلا أن الإجابة خاطئة بنسبة عالية للأسف لأن الجمهور يبحث في جوجل عن معلوماته.
والجوجل، أو الأرشيف الإلكتروني، لعنة على الجميع، وأسوأ مرجعية للبحث خصوصًا باللغة العربية وهنا يطول البحث لنفهم الأسباب.
اقرأ: منى واصف كيف تقلد فيروز!
لكني أوصيكم بالبحث باللغة الإنكليزية خصوصًا إذا كانت الموضوعات علمية وكذلك الصحية وغيرها، لأن الجوجل يقبل كل معلومة يرميها أي كان على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك على المواقع غير المتخصصة بغالبيتها والتي ترغب بالربح، فتؤلف ما شاءت لاستقدام القراء ولا من يحاسب ولا من يراقب.
نحن في زمن غير محترم لأن الأثرياء حقروا إنسانيتنا واستبدلونا بروبويات.
أم كلثوم لم تجرِ أي عملية_تجميل.
أما الصبوحة، والتي كانت أجمل الفنانات لأنها كانت تلبس وتتدلع وتتمكيج، ولأنها كانت مرجعية في الشياكة، فاعتقد الجمهور أنها الأولى وهذا يعود إلى انطباع الناس الآن، الذي يعتقد ان كل جميلة حتمًا خضعت للتجميل.
اقرأ: صباح ووديع الصافي بيشربوا وسكي!
وغير صحيح للأسف ما تنشره مواقع حكومية أي تابعة لدول، وتتهم صباح أنها كانت مهووسة بعمليات التجميل، والصحيح أن صباح لم تخضع لأي نوع من عمليات التجميل إلا حين أصبحت في سن ال 50 فأجرت عملية شد وجه فقط ولم تمس لا أنفها ولا أي جزء من وجهها، لكنها أعادت عملية الشد في سنوات لاحقة.
هذا عكس كل المنشور عن الصبوحة التي لم تترك أي معلومة إلا مع أصدقائها ومنهم نحن الذين عايشناها حتى آخر عمرها، وعشنا معها وكنا قريبين منها.
كنت اسأل الصبوحة كثيرًا مثلًا كيف أربي ابني ماذا أقول له قبل الذهاب إلى المدرسة، وكانت تخبرني عن معاناتها مع ابنها صباح بشرط عدم النشر، إلى أن وافقت ان تطل معي بلقاء متلفز في برنامج سميته (حلو ومر) عرض على شاشة ال LBC و Art وكان سبقًا أجريته مع الصبوحة، حين تحدثت كيف كانت تجلس على الرصيف باكية كل الليل تحت بيت طليقها وتحت المطر وتتوسل أن ترى ابنها صباح، الذي خطفه والده منها.
الحديث عن العمالقة الذين عشت معهم يطول.
أما لماذا لم أنشر حين كانت صباح حية فلأنها كانت ترفض وتقول: هذه المعلومات لكِ انت وليست للنشر وحين أموت قولي ما يمليه عليه ضميرُكِ.
اقرأ: يسرقون تراث أم كلثوم في قبرها!
إذًا الصبوحة ليست أول من أجرى عملية تجميل لأنها كانت فائقة الجمال في صباها وهذا عرفته من والدتي حين كنت صغيرة.
كانت تحكي لنا حكاياتها وكيف كانت تتفرج على الصبوحة في البلدة التي ولدت أمي فيها وكبرت وتعمدت وهي بلدة الصبوحة أي (وادي شحرور) في جبل لبنان.. حيث وُلدت الصبوحة وكبرت وكانت محط عيون الجميع لجمالها وصوتها الذي تعرفونه، فكانت تغني في البلدة ويجتمع حولها الكل ومنهم جدتي وجدي وامي الوحيدة لهما.
السيدة فيروز لم تكن صاحبة الفكرة بل اجتمع أقرب الناس حولها وقرروا معها وكان ذلك عقب فيلمها الشهير سفر برلك العام 1967 مع المخرج المصري الكبير يوسف شاهين.
فيروز أجرت العملية لصالح أعمالها التي كانت تقدمها عبر الشاشتين الكبيرة والصغيرة.
اقرأ: هل اهانت صفاء سلطان فيروز
ولأن عاصي زوج الست فيروز رأى الأمر مناسبًا واتفق معها فقبلت كما كان يسألها عن أي أغنية أو عمل فتعطي رأيها القيم والمهم بالنسبة لعاصي الذي كان يسأل أصغر أولاده ريما الحندقة كما تقول أغنية (يلا تنام ريما)
كان يجعل ريما تسمع الأغنية فإن أحبتها يطمئن قلبه فيطلقها بصوت الست وان لم تحبها ريما فيعيد النظر لماذا؟
لأن العباقرة كانوا يعرفون أن الطفل نقي في سمعه ولا يجامل أو يتملق حين يجيب لذا الطفل أفضل من يقول رأيًا. فهذا ما تعلمه ملحم_بركات من عاصي ومنصور وكان يسمع أعماله للكبير والصغير قبل اطلاقها.
اقرأ: نضال الأحمدية لفيروز: يا رفيقة عمر لا يساوي شيئًا لولاك
ويطول الكلام
لتكون الإجابة الصحيحة لصالح الأقلية الذين صوتوا 22 بالمائة وعرفوا أن فيروز أول من خضع لعملية تجميل في أول السبعينات بعد فيلم سفر برلك.
فيروز لم تخضع لعملية تجميل لأنها أرادت أن تتباهى أو لأنها أرادت أن تصبح أجمل بل لأن أنفها لم يكن صالحًا للتصوير والمصورون كما المخرجون يتأففون حين التصوير لأنهم يرغبون بلقطات هي الأجمل.
وما لا تعرفونه أننا حين نكون في الاستديو ولنفرض ان المخرج جديد فيجري اختبارًا بكاميرات ليتأكد من جهة الوجه الأفضل له او يكون النجم فاهمًا فيقول: لا تصورني من الجانب الأيمن بل من الأيسر لهذا تشاهدون هيفا تغطي الجانب الأيسر من وجهها.
هنا صور الست في فيلم سفربرلك وبعد الفيلم بثلاث سنوات أي بعدما اجرت العملية.
نضال الاحمدية