أمس اعتدى مرافقو رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران_باسيل على سيّدة لبنانية في إحدى الأماكن العامة، بعدما هاجمته وقالت له حرفيًا: (تفو عليك).
الفتاة ضُربتْ من المرافقين وشُتمتْ ونُكّل بها، لكنّها لم تخِفهم فحملت هاتفها والتقطت فيديو صغيرًا لهم أظهرهم يهربون منها، كما أطلّت بأكثر من لقاءٍ تلفزيوني بعدها.
إليسا التي اعتادت مهاجمة العهد الذي يرأسه التيار الوطني الحر، انتقدت مجددًا باسيل وشجبت ضرب الفتاة الحرة، التي تحوّلت أمس لبطلةٍ قوميّة عبر موقع التواصل الاجتماعي.
كتبتْ: (قدي زغير اللي بيلمز شباب تا يضربو مرا، كل ايد بتنمد عا مرا بدا كسر، عم بحكي عن ياسمينا المصري).
تابعتْ: (وعن زعران ج ب)، أي قصدتْ جبران باسيل.
إقرأ: إليسا تخطف الأنظار بجمالها انظروا كيف أصبحت!
النجمة اللبنانية كلّما أطلقتْ موقفًا معارضًا للطبقة السياسية الحاكمة، تلّقتْ عشرات الشتائم من مناصريها.
لكنها أكبر من أنّ تردّ، أرفع من أنّ تتأثر، أشجع من أنّ تخاف خنوعهم.
إليسا أمام وطنها الذي يخسر وتخسره، كيف تصمت مقابل ألا تشتم؟
ومتّى سلم الأحرار من شتائم العبيد؟
أما هؤلاء التابعون الخاضعون، فلا ندرك كيف بإمكانهم بعد الوثوق بسياسي مهما كانت هويته، بعد كلّ المآسي التي نختبرها والأوجاع التي تخترق أجسادنا ومشاعرنا؟
بعد وقوفنا في طوابير أمام محطات الوقود، بعد انقطاع الكهرباء ومعظم الأدوية في الصيدليات؟
بعدما خسرنا ٩٠٪ من قدرتنا الشرائية، وبعدما تضاعف سعر المواد الغذائية إلى ما فوق العشر أضعاف؟
بعدما أذلّونا وأدخلوا إلى كياناتنا أمراضًا نفسيّة وجسديّة وذهنيّة؟
بعدما أفقدونا الاستقرار العاطفيّ والنفسيّ والوطنيّ؟
كيف يشتمون إليسا الحرّة التي تعيد تغريد أي معاناة نعيشها بظلّ هذا النظام الطائفيّ اللصّ الحقير الذي يحكمنا؟
كيف يلعنونها لصالح سياسي آخر لا يرى في الحكم سوى بضعة مصالح ومآرب وحصص ومناصب ووظائف؟
متى سيستيقظ هؤلاء من غيبوبتهم الفكريّة ويشفون من مرض التبعيّة المستعصيّ لديهم؟
لكنّ ثقتنا تبقى بأكثرية اللبنانيين الذين خلعوا الثوب الطائفيّ وملّوا من كذب حكامهم، هذا كلّه سيظهر بوضوحٍ في صناديق الاقتراع العام المقبل.
ولمن يبحث عن دليل أقرب زمنيًّا ومكانيًّا، فليرَ ما حدث مع جبران باسيل وقبله العديد من السياسيين الذين ما عادوا يستطيعون التواجد في الأماكن العامة، خوفًا من غضب الملايين من المحرومين والمذلولين والمسروقين والمضطهدين.
عبدالله بعلبكي – بيروت