ذات ليلة كنت صغيرة مكسورة يائسة جائعة خائفة وكنت أجلس على درج بيتنا الفقير بعد أن هجرتنا الحرب اللبنانية وإلى جانبي تجلس صديقتي (سناء كوكب) هذا حسابها على الفايس بوك وبامكان من يشك أن يسألها كشاهدة هذا حسابها على الـفايسبوك كانت سناء تهدئ من روعي وكنت ألتزم الصمت رغم النار التي تشتعل في داخلي إلى أن نظرت إلى السماء في لحظات في الكثير من الإيمان والرجاء والتحدي معاً وقلت لها: هل ترين هذه النجوم؟ سأصبح نجمة.

سناء كوكب
سناء كوكب

ضحكت سناء لكني كنت واثقة مما أقول..

كان يتملكني قرار وإيمان ورغبة.

كان عمري 14 سنة فقط. وبعد أقل من سنتين فزت بالمرتبة الأولى في أهم برنامج آنذاك (استديو الفن) عن فئة التقديم ولا أعرف كيف حدثت تلك المعجزة وأنا لا أفهم في التقديم شيئاً وما كنت أملك ثم فستان أطل به عبر الشاشة ولو في حلقة واحدة فكيف بإطلالات ومباريات استمرت سنة وكان عليّ أن أكون في أحسن إطلالات من “البابوج إلى الطربوش”.

أعرف الآن فقط أن عقلي الباطني تصرّف وأرشدني وأخذني إلى حيث أمرته أن يأخذني.

لا توجد صدفة في الحياة ولا حظ.. كلاهما تتناقظان مع حكمة الله الذي كوننا وكون الدنيا بحسابات دقيقة ومنظمة.. فلو اعترفنا بالصدفة مثلاً فإننا نكرنا الله دون قصد منا.

الصدفة كما يقول الفيلسوف اللبناني ميخائيل نعيمة: الصدفة قانون الأغبياء.

كل حياتي أعيشها على هذا المنوال، مؤمنة أني كما أفكر أكون وأني كما أريد أكون بشروط، وهي أني ألتزم استخدام عقلي الباطني بتقنيات سهلة جداً..

كنت مرة التقيت بصديقتي الباحثة والأديبة الفلسطينية مي علوش والتي أكن لها الفضل الكبير عليّ وأهدتني كما اعتادت أن تكرمني دائماً كتاباً عن أهمية العقل الباطني في حياتنا وعنوان الكتاب (قوة عقلك الباطن).. كان ذلك قبل 25 عاماً. حين بدأت قراءته فهمت على الفور أنه كله مأخوذ من ثقافتنا الشرق أوسطية أي من علماء الشرق منذ كان العباقرة الذين طوتهم الأنظمة الفاشية وقدمت عليهم ما سمتهم برجال الدين ليحوروا الديانات لصالح الطغمة الحاكمة في كل بلد ضد إنسانية وعقل الانسان الذي قزموه كي يصبح خروفاً مطيعاً.

لن أطيل في الحديث عن تجاربي وسأدخل في ما قرأت لعل من يعيش حيرة وارتباكاً يستطيع أن يتكل على إيمانه بالله وبعقله الباطني الآمر النهائي الذي يصنع المعجزات..

  • كيف نأمر عقلنا الباطني وهو العقل الذكي (حسب العلوم)؟

المعجزات التي تحدث للناس من جميع الطبقات والمستويات سوف تحدث لك أيضاً، عندما تبدأ في استغلال القوة الرهيبة لعقلك الباطني يقول د. جوزيف ميرفي في كتابه (قوة عقلك الباطن).

ويقول: تحدث المعجزات عندما تصلي بصدق.. ويطلَق على هذه الصلاة أي التفاعل المنسجم بين العقل الباطن والعقل الواعي بالصلاة العلمية.

لكن، هل تعرف كيف تصلي بصدق؟ وما المدة التي تقضيها عندما تفعل ذلك كجزء من نشاطك اليومي؟ في حالة الطوارئ، وفي وقت الشدة والاضطراب وفي المرض، وعندما يندس الموت بيننا، يتدفق الدعاء والصلاة منك ومن أصدقائك. لكن من يقع في ضائقة يجد صعوبة في التفكير والتصرف بعقلانية. هو بحاجة إلى صيغة سهلة يتبعها وإطار واضح وبسيط ومحدد.

  • ماذا عليك أن تعتقد أو تصدق

  • الاستجابة للتضرع والصلاة تنتج عندما يستجيب العقل الباطن للصورة الذهنية أو الفكر، في العقل الواعي للإنسان. وهذا الاعتقاد يتحقق في جميع الأديان في العالم، وهو السبب في أن كل الأديان صادقة وحقيقية.
  • كل الديانات تستجيب للأدعية لأن الإستجابة تحصل فقط بسبب إيمان أو قبول العقل لما يصلون من أجله. قانون الحياة هو قانون الإعتقاد والإعتقاد هو الفكر في عقل الانسان.
  • الأمنية هي الدعاء: كل ما تتمناه بصدق هو دعاء
  • ملخص لأفكار تستحق التذكر:

  • 1 – الكنز بداخلك ابحث في باطنك عن استجابة لرغبة قلبك.
  • 2- السر العظيم الذي يملكه العظماء في جميع مراحل العمر هو قدرتهم على الاتصال وإطلاق العنان لقوى العقل الباطن. أنت تستطيع أن تفعل مثلهم.
  • 3- عقلك الباطن لديه الحل لكافة المشاكل، إذا اقترحت على عقلك الباطن قبل أن تنام فتقول: (أريد أن أستيقظ الساعة السادسة والنصف صباحاً، فإنه سوف يوقظك في هذا الوقت تماماً).
  • 4- عقلك الباطن هو المسؤول عن أجهزة جسمك. ويستطيع أن يشفيك. هدهد نفسك كل ليلة كي تنام من خلال فكرة الصحة المثالية، وتذكر أن عقلك الباطن هو خادمك الأمين، وسوف يطيعك.
  • 5- كلُ فكر هو في ذاته سبب وكل ظرف هو أثر أو نتيجة.
  • 6- إذا رغبت في تأليف رواية أو مسرحية أو في كتابة نص أو إلقاء كلمة أمام الجماهير أو الرفاق عليك أن تنقل فكرة كيف تحب أن تكون خلال هذه العملية إلى عقلك الباطن وأن تتحدث إليه وكأنك تتحدث إلى صديق وأن لا تشك لحظة بأنه يسمعك ويتلقى التعليمات. وسوف يستجيب طبقاً لطلباتك.
  • 7- إنك مثل ربان سفينة يبحر ويجب عليه إعطاء التعليمات والأوامر الصحيحة، أي (الأفكار والتصورات) إلى عقلك الباطن الذي يتحكم ويحكم كل خبراتك.
  • 8- لا تستخدم مطلقاً العبارات مثل: (لا أستطيع شراء هذا) أو (لا أستطيع أن أفعل ذلك) فإن عقلك الباطني يأخذ بكلمتك ويفهم منها أنك لا تمتلك الأموال أو القدرة لفعل ما تريد. إثبت لنفسك: بترداد (أنا أستطيع عمل كل الأشياء من خلال قوة عقلي الباطني).
  • 9- إن قانون الحياة هو قانون الاعتقاد. والمعتقَد هو فكرة في عقلك. لا تعتقد في أشياء تسبب لك الضرر أو الأذى.
  • 10- غير أفكارك كي تغير مصيرك.

عقلك الباطن يمثل مركز العواطف والانفعالات والإبداع، فإذا فكرت بالخير سوف بتدفق الخير وإذا فكرتَ في الشر، سوف ينتج الشر، هذه هي طريق عمل عقلك.

إن النقطة الرئيسية التي يتعين عليك تذكرها، هي طالما أن عقلك الباطني يقبل فكرة ما، فإنه يبدأ بتنفيذها. وهناك حقيقة مدهشة وماكرة، وهي أن قانون عقلك الباطن يتعامل مع أفكار الخير والشر على قدم المساواة، وهذا القانون عندما يطبق بطريقة سلبية، فإنه يكون السبب وراء الفشل والإحباط والتعاسة. ومن ناحية ثانية، إذا كان تفكيرك المعتاد بناءً ومنسجماً، فإنكَ سوف تتمتع بالصحة الجيدة والرفاهية. إن راحة البال والتمتع بالصحة أمران محتومان عندما تبدأ بالتفكير والشعور بطريقة سليمة.

إذاً يتعين عليك أن تدركَ وتستوعبَ منذ الآن أن عقلك الواعي هو (حارس البوابة) ووظيفته الرئيسية حماية عقلك الباطني من الانطباعات المضللة والخادعة.

  • عقلك الباطن مذعن للإيحاء أي سهل الانقياد.

عقلك الباطن لا يجري المفارقات ولا يستخدم المنطق. هو فقط يقوم برد فعل على ما يتلقاه من عقلك الواعي.

1- فكر في الخير، يتدفق الخير إليك، وإذا فكرت في الشر يأتيك.. غداً أنت رهينة ما تفكر به طوال اليوم.

2- عقلك الباطن لا يجادلك، إنه يرضى ويقبل بما يصدره عقلك الواعي من أوامر.

3- اختر أن تكون ودوداً ومتعاوناً ومرحاً ومحبوباً وسوف تجد العالم بين يديك، وهذه أفضل وسيلة لتنشئة شخصية رائعة.

4- الايحاءات والغبارات التي يطلقها الآخرون ليس فيها القوة التي تضرك. القوة الوحيدة تتمثل في مرونة تفكيرك. تستطيع أن ترفض الأفكار أو العبارات التي يطلقها الآخرون تجاهك.. إنت لديك القدرة على أن تختار كيف سيكون رد فعلك.

5- راقب ما تقول. عليك أن تنتبه لكل كلمة تقولها حتى ولو كانت تافهة.. لا تقل أبداً، أنك قد تفشل.. أو لا أستطيع أن أدفع الايجار أو تأمين قسط المدرسة.. لأن عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي، بل إنه يشرع فوراً في تحقيق ما قلت.

6- عقلك ليس شيطاناً، ولا فيه قوة طبيعة الشر، إنه يعلمك إن شئت\ على كيفية استخدامك لقوى الطبيعة، استخدم عقلك في جلب النعمة والشفاء والثروة لك وللناس جميعاً إذا أردت.

7 – تغلب على الخوف بالايمان واختلاق البهجة فيتصرف عقلك الباطن على هذا الأساس

  • القوة التي تحرك العالم

قال وليم جيمس عالم النفس الأميركي: إن القوة التي تحرك العالم كامنة في عقلك الباطن.

وقال: إن عقلك الباطن يتسم بذكاء لا محدود وحكمة لا حدود لها. هناك حالة تشوش في العالم لأن الناس لا يفهمون التفاعل والتداخل بين العقل الباطن والعقل الواعي. وهما هندما يعملان معاً باتفاق وانسجام وسلام وبتزامن وقتي سوف تحصل على السعادة والسلام والهجة ولن يكون هناك مرض أو اضطراب.

  • كيف تجعل عقلك الباطن يعمل لحسابك

أولا يجب أن تعرف أن عقلك الباطن في حالة عمل متواصل. إنه نشط ليلاً نهاراً سواء أصدرت إليه أوامر بالعمل أم لا.

عقلك الباطن هو عامل البناء لجسمك لكنك لا تستطيع أن تفهم بوعي أو تسمع هذه العملية الداخلية التي تتم بصمت.

عملك عادة يكون بواسطة عقلك الواعي.

ابدأ من الآن بالاهتمام بعقلك الباطن.

1- ذكّر نفسك دائماً بأن قوة الشفاء تكمن في عقلك الباطن.

2- اعلم أن الايمان يشبه البذرة المزروعة في الأرض فإنها تنمو وفقاً لنوعها.

3- عليك أن تزرع الفكرة (البذرة) في عقلك واسقها وسمدها بالتوقع وسوف تظهر وتخرج إلى حيز الوجود.

4- في دعائك وصلاتك من أجل الآخرين، يجب أن تعرف بأن ضميرك الذي يعرف الجمال والكمال يستطيع أن يغيّر الأنماط السلبية في العقل الباطن لدى الآخرين ويحقق في ذلك نتائج مبهرة.. أنت تزرع الخير لغيرك فستقطفه ذات يوم.

5 – إن الشفاءلا التي تمثل معجزات تحصل كثيراً ويعجز الطب عن تفسيرها فإنما تعود لقوة ذكاء العقل الباطني وإرادة المريض الذي طلب الشفاء بقوة فمنح العقل الباطن قوة هائلة في القيام بمهته.

6- لا شيء أقوى من الانسان الذي ميزه الله عن باقي مخلوقاته بأن منحه عقلين.. أي أعطاه عقلاً واعياً وعقلاً سرياً ليتعاونا على تحقيق المستحيلات بعون الله الذي لا يمكن أن تطلب منه إلا ويستجيب لك.

إعداد: نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار