يتجه الذهب لإيقاف سلسلة خسائره الممتدة لأربعة أيام على التوالي اليوم ويرتفع بنسبة 0.5% وصولاً إلى مستوى 2408 دولاراً للأونصة وفق الأسعار الفورية.
انتعاش الذهب يأتي وسط المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط مع غياب ملامح حقيقة للتهدئة إضافة إلى المزيد من المخاوف حول إمكانية انتعاش الاقتصاد الصيني إضافة إلى استمرار الأمل المرتفع حول خفض الفيدرالي لسعر الفائدة. فيما أن هذه المكاسب تأتي على الرغم من استئناف انتعاش الدولار.
يأتي هذا أيضاً وسط الانشغال بتطورات السباق الرئاسي في الولايات المتحدة الذي يشهد منعطفات حادة بين الحين والآخر.
اقرأ: انسحاب بايدن أثّر على استقرار الذهب عالميًا؟
ففي غزة، فلا جديد هناك غير التصعيد المستمر وذلك مع أوامر الاخلاء الجديدة للسكان في خان يونس مع تضييق مساحة المنطقة الإنسانية، وفق The New York Times. في ذات الوقت، يستعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقاء أرفع مسؤولي الإدارة الأمريكية ولإلقاء خطاب أمام الكونغرس هذا الأسبوع. ذلك من أجل حشد المزيد من الدعم في ظل العزلة الدولية والأصوات المنددة للعمليات العسكرية. في حين أن هذه الزيارة قد لن تلقى الاهتمام في هذا التوقيت بالغ الأهمية، وفق ما نقلته The Times أيضاً. ذلك أنها تأتي وسط الانشغال بتطورات الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بعد انحساب جو بايدن وتركيز الأضواء على كاميلا هاريس كالمرشحة المحتملة البديلة عن الحزب الديمقراطي.
اقرأ: الذهب يستمر في التصحيح مع ترقب المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط
في المقابل، فقد تحدث نتنياهو أن التوصل إلى اتفاق من شأنه إعادة الأسرى بات قريباً وهذا التصريح يأتي قبل استئناف التفاوض اليوم. إلا أن حماس ترى بأن نتنياهو يهدف إلى المماطلة في المفاوضات التي يتخذها منها وسيلة لتهدئة الداخل الإسرائيلي، وفق ما نقلته Reuters.
هذه المماطلة ما قد أكدت عليه الكثير من التقارير سابقاً ذلك أن نتنياهو يعول على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إطلاق يد إسرائيل في الإقليم.
هذا من شأنه أن يطيل الأمد الزمني للحرب ويبقي على المخاوف – المرتفعة أكثر من أي وقت مضى – من اشتغال جبهة جنوب البنان، أيضاً وفق The Times.
عليه، أقتعد الأيام القادمة قد تكون من الأيام المصيرية في مسار حرب الشرق الأوسط. فإذا لم تستطع هارس الحصول على الدعم الكافي من الناخب الأمريكي فإن هذا سيدفع نتنياهو للتمسك براهنه بعودة ترامب وبالتالي المزيد من المماطلة والتعثر في التفاوض. أعتقد أن هذه السردية الجيوسياسية من شأنها أن تحفظ للذهب بريقه كالملاذ الأمن عند الأزمات.
كما يكتسب الذهب المزيد من البريق مع عودة المخاوف مجدداً حول مستقبل الاقتصاد الصيني وذلك مع التشاؤم بشأن الخطوات المستقبلية التي قد تتخذها الحكومة لدعم النمو. حيث انعكست هذه المخاوف أيضاً عبر تراجع حاد للأسهم الصينية حيث سجل مؤشر CSI 300 أسوء أداء يومي له هذا العام بتراجع بأكثر من 2%.
اقرأ: الذهب يرتفع مقابل تراجع الدولار – تحليل
هذا التشاؤم يأتي بعد الوثيقة التي أصدرت بعد اجتماع الحزب الشيوعي الحاكم يوم الأحد والتي لم ترقى لمستوى التوقعات العالية التي كانت تتأمل أن يتم التعرض لأهم الازمات التي يعاني منها الاقتصاد، وفق The Wall Street Journal. كما يأتي هذا على الرغم من خفض أسعار الفائدة غير المتوقع الذي قام به بنك الشعب الصيني والذي قال إن هذه الخطوة جاءت لدعم الاقتصاد الحقيقي.
هذه المعنويات الضعيفة حول قدرة الاقتصاد الصيني على الانتعاش قد تبقى على شهية حيازة القطع الذهبية مرتفعة لدى الأفراد هناك خصوصاً مع استمرار الشهية الضعيفة نحو الاستثمار العقاري الذي يشهد انكماشاً مستمراً في الأسعار.
بعيداً، بالعودة إلى الولايات المتحدة، فإن استمرار التفاؤل المرتفع – الذي يصل لحد اليقين – حول إمكانية خفض سعر الفائدة في سبتمبر وما قد يتبعه من خفض أخر في نوفمبر أو ديسمبر يوفر للذهب المزيد من الدعم للاحتفاظ بمكاسبه. حيث تبلغ إحتمالية الخفض بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر 90% وأكثر من 40% لخفض آخر بنفس القدر لكل من نوفمبر وديسمبر، وفق CME FedWatch Tool.