من ظاهرة جاد وهبي المتحول جنسيا إلى الشيخ” جابو” و”سفيان موتو موتو”
لم يعد الجنس الثالث، أو فئة المثليين الجنسيين في الجزائر يختبئون أو يظهرون ليلا فقط وبخوف كالسابق، بل أصبح ما يطلق عليهم تسمية 106 في الجزائر يسرحون ويمرحون بأريحية عالية ويغزون مواقع التواصل الإجتماعي. تمكن العديد منهم من كسب شهرة واسعة جدًا على غرار مغني المداحات المنحدر من ولاية تلمسان الملقب “بالشيخ الجابون”، مرورًا بسفيان المعسكري الشهير ب (نتوما هادرين هادرين – موتو موتو) الذي لاقت فيديوهاته رواجا منقطع النظير، دون أن ننسى بروز مغنيين يمجدون للعلاقات المثلية بين الرجال، خصوصًا في ولاية وهران “كالشيخ نانو”، والتي كانت في السابق مقتصرة على مغني طابع “المداحات” في عاصمة الغرب الجزائري الشيخ هواري منار الذي توفي في شهر يناير -كانون الثاني من العام 2019 بسبب مضاعفات خضوعه لعملية جراحية تجميلية في عيادة بأعالي العاصمة الجزائر بحيدرة، أو الشيخ عبدو.
أمام مرحب ومعارض لغزو المثليين الملقبين ب 106 باللهجة الجزائرية، للشوارع ومواقع التواصل الإجتماعي ، وإرتفاع مخيف بنسبة العنوسة عند النساء الجزائريات، والتي يفوق عددهن ال 5 مليون عانس لم تحظ بزوج فوق سن 35 سنة، في الوقت الذي يطالب فيه مثليون جزائريون وبقوة للمساكنة، بل لجأ الكثيريون للجهر بعلاقاتهم الغرامية ونشر فيديوهات تبادل القبل ومقاطع ساخنة على اللايف في مجتمع كان في الماضي القريب متحفظا ويعتبر الخوض في التخنث أو المثلية الجنسية من المحرمات.
رغم أن المشرع الجزائري وفي قانون العقوبات يجرم الشذوذ الجنسي والجهر به، وقد تصل العقوبة الجزائية لمرتكبه ل 3 سنوات سجنًا نافذةً وغرامة مالية، إلا أن السلطات الجزائرية تتخذ موقف المتفرج خصوصًا مع جرأة بعض الفيديوهات وما يقوم به المثليون، حيث يخال لزائر بعض المدن الجزائرية على غرار ساحة “أودان” بالعاصمة وحي خميستي في وهران وغيرها من الولايات أنه متواجد في دولة أروبية حيث يستمر المثليون بالضغط وتمكنوا من ذلك وغالبيتهم يطالبون بالسماح لهم بالزواج وتأسيس أسر مثلية وحتى خلق مجلات متخصصة وجمعيات إجتماعية تمجد وتدافع عنهم، ناهيك عن تشجيع الكثير من مشاهير المثلية، الشباب على البوح بمشاعرهم على غرار المتحول جنسيًا جاد وهبي الذي يعيش في تايلندا وينحدر من ولاية معسكر غرب الجزائر.
كانت حذرت العديد من الجهات من مغبة الإنتشار الواسع والتخنث داخل المجتمع الجزائري، سيما في ظل إرتفاع مخيف لمعدلات الإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة “السيدا” خلال السنوات القليلة الماضية، حيث فاق عدد الحالات الجديدة المكتشفة سنة 2020، ال 1200 حالة تم تشخيصها عبر مصالح الأمراض المعدية كمستشفى القطار في العاصمة وفي وهران، وتحتل شريحة المثليين الفئة الأولى المصابة بهذا المرض جراء غياب ثقافة الحماية الجنسية، وتتصدر كل من ولايتي تيارت وسيدي بلعباس الواقعتين 450 غرب العاصمة الجزائر المراتب الأولى بهذا المرض الذي يكلف الخزينة العمومية للدولة مصاريف ضخمة بالدولار لإقتناء مضادات الفيروسات القهقرية من فرنسا والهند وألمانيا.
كشف المختص في علم الإجتماع في جامعة سيدي بعلباس الأستاذ فاصلة محمد، أن ظاهرة المثلية في الجزائر كانت متواجدة منذ القديم، لكنها إستفحلت وبشكل رهيب، أمام تغاضي السلطات عن ما يقوم به مغنو الملاهي الليلية وبعضهم مثليون، ما ساهم بتشجيع الكثير من المراهقين والشباب على التخنث بل بعضهم أصبح يمارس علاقات جنسية مع نفس الجنس مقابل المال، وهذا ما ينجر عنه آثار وخيمة كانتشار الأمراض في مقدمتها “السيدا” والهربس و غيره.
وهران – الجزائر/سيدأحمد بن عطية