تخيل أن تكون قادرًا على تسجيل نفسك أثناء القراءة ثم تجعل طبيبك يستخدم تلك التسجيلات لفحص الأمراض المختلفة، حتى من على بعد آلاف الأميال. قد تبدو هذه التقنية كالخيال العلمي، لكن باحثي مايو كلينك يستخدمون الذكاء الاصطناعي (AI) لاكتشاف واختبار ما يمكن أن يكشفه الصوت بشأن صحة قلب المريض.
في دراسة حديثة، استخدم فريق بحثي في طب القلب إحدى خوارزميات الذكاء الاصطناعي للمؤشرات الحيوية الصوتية للتنبؤ بدقة بالمرضى الذين هم أكثر عرضة لانسداد الشرايين مما أدى إلى مزيد من مشاكل القلب. الدكتور جاسكانوال ديب سارا، زميل في طب القلب في مايو كلينك، هو المؤلف الرئيسي للدراسة. نُشرت الدراسة في المجلة الطبية مايو كلينك بروسيدنجز
وهذا العمل مبني على الدراسات السابقة التي بحثت في إشارات الأصوات لدى مرضى الشريان التاجي ثم حددت أهم مكونات المؤشرات الحيوية الصوتية. لقد حدد الدكتور سارا وزملاؤه سابقًا المؤشرات الصوتية المتعلقة بأعلى ضغط للشريان التاجي، حيث استخدموا هذه المعلومات لتوجيه الدراسة الحالية التي تشمل المرضى الذين خضعوا لتصوير الأوعية التاجية الموجه سريريًا، وهو اختبار تصوير يقيِّم مقدار الانسداد في الشرايين المؤدية إلى القلب.
واستخدم الباحثون تطبيقًا للهواتف الذكية تم تطويره لتحليل الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتمكنوا من التنبؤ بنتائج مرض الشريان التاجي لدى المرضى الذين خضعوا لفحص صوتي أولي ثم تمت متابعتهم لعدة سنوات تالية.
بالمقارنة مع من لديهم مؤشرات حيوية صوتية منخفضة، كان المرضى الذين لديهم مؤشرات حيوية صوتية عالية – من حيث القيمة القاعدية – أكثر عُرضة للإصابة بألم شديد في الصدر أو مشاكل الشرايين التاجية، وهو ما تسبب في إرسالهم إلى المستشفى أو قسم الطوارئ. كما كانوا أكثر عرضة لأن يكون اختبار الجهد لديهم إيجابيًا، أو ثبت أن لديهم انسدادًا في الشريان التاجي أثناء اختبارات المتابعة.
على الرغم من أن تقنية تحليل الصوت بالذكاء الاصطناعي ما تزال في مراحل البحث، فإنها قد تكون أداة صحية رقمية منخفضة التكلفة وغير متوغلة لمراقبة خطر إصابة المريض بانسداد في الشريان التاجي بمرور الوقت ومن أي مكان تقريبًا.