تحركت العقود الآجلة للذهب ضمن نطاق ضيق، متداولة بالقرب من أعلى مستوى لها على الإطلاق، وسط سيطرة مشاعر الحذر على المتداولين قبيل صدور تقرير التوظيف الشهري الأمريكية. ومن المتوقع أن تلعب نتائج هذا التقرير، وخاصة تقرير الوظائف غير الزراعية، دورًا كبيرًا في تحديد اتجاهات أسعار الذهب. إذا جاءت بيانات الوظائف غير الزراعية أفضل من المتوقع، فقد يتسبب ذلك في تعرض أسعار الذهب لموجات هبوطية، خاصة بعدما ساهمت تقارير سوق العمل الأخيرة -بشكل كبير- في إبطاء الزخم الصعودي للذهب. ومن المتوقع أن تشير هذه التقارير إلى قوة سوق العمل، مما يقلل من فرص تبني الفيدرالي لسياسة نقدية أكثر مرونة، وهو ما يتماشى مع التصريحات التي أدلى بها رئيس الفيدرالي جيروم باول في وقت سابق من هذا الأسبوع.
اقرأ: مصير الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية
إلى جانب ذلك، أسهم الارتفاع الأخير في قيمة الدولار في الحد من تحركات أسعار الذهب، مما جعل من الصعب على المعدن الثمين تحقيق أي زخم صعودي. وفي حال عززت بيانات التوظيف -التي من المقرر أن تصدر اليوم- قوة سوق العمل واحتمالات حدوث هبوط اقتصادي ناعم، فقد يستمر هذا الاتجاه؛ مما سيحد – وبشكل كبير -من فرص ارتفاع الذهب. أيضا، فإن تزامن قوة الدولار مع المؤشرات الإيجابية الصادرة عن سوق العمل قد يهيئ ظروفا قد تجعل من الصعب على الذهب كسر نطاق تداوله الحالي.
اقرأ: مستقبل أسعار الذهب: ماذا بعد 2600 دولار؟
ورغم التحديات قصيرة الأجل التي يواجهها المعدن الثمين، إلا أنه لا يزال محتفظًا بتوقعات إيجابية على المدى المتوسط والطويل. حيث من المتوقع أن يتلقى الذهب دعما من عدة عوامل؛ مثل تغير الظروف الاقتصادية والتحولات في السياسات النقدية للبنوك المركزية. كما أن ارتفاع الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية يساهم في دعمه. هذا بخلاف أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، قد ساهمت بالفعل في زيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
اقرأ: الذهب يواصل مكاسبه التاريخية
تحليل الأسواق اليوم عن جورج بافل