استمر تراجع اليورو بشكل ملحوظ اليوم مع بداية العام الجديد وذلك بنسبة 0.3% وبلوغه مستوى 1.10002 أمام الدولار الأمريكي في أقصى التراجعات وهو ما يمثل أدنى مستوى منذ 25 من ديسمبر الفائت.
جاء الضغط على اليورو من انتعاش الدولار وذلك على الرغم من الأرقام الإيجابية في ظاهرها لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي وارتفاع عوائد سندات منطقة اليورو.
حيث شهدنا اليوم جملة من أرقام القراءة النهائية لمؤشرات مديري المشتريات التصنيعي الصادرة عن S&P Globalلشهر ديسمبر الفائت. في حين أشارت هذه الأرقام إلى استمرار انكماش اقتصاد المنطقة مع نهاية العام الفائت إلا أن هذا الانكماش كان أقل من المتوقع بقليل في معظمه.
في ألمانيا، تستمر أنشطة التصنيع في الاتجاه نحو إيقاف الانكماش المستمر. حيث سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي قراءة عند 43.3 وذلك ما كان أعلى من التوقعات عند 43.1 وهو ما يمثل أعلى قراءة من أبريل من العام الفائت.
جاء هذا مع التسارع في انخفاض مخرجات التصنيع والتوظيف. إلا أن انخفاض الطلبيات الجديدة كان عند أبطء وتيرة وذلك مع انتعاش توقعات الأعمال لأول مرة منذ أبريل، وذلك وفق تقرير S&P Global.
وفق التقرير أيضاً، لا تزال تواجه الشركات العديد من العوامل السلبية التي توثر سلباً في الطلب وذلك سواءً من عدم اليقين حول الاقتصاد والمخاوف الجيوسياسية أم من الضعف في قطاع الانشاء. مع ذلك، فقد استمر المصنعين في خفض أسعار بوابة المصنع في ظل المنافسة الشديدة بالتزامن من تراجع أسعار مدخلات الإنتاج.
أما في فرنسا، فقد استمرت أنشطة التصنيع في الانكماش وهذه المرة بأسرع وتيرة منذ مايو من العام 2020. إلا أن هذا الانكماش كان أقل بقليل من المتوقع وذلك مع قراءة عند 42.1 مقابل التوقعات عند 42.0.
جاء هذا الانكماش في أنشطة التصنيع الفرنسية مع استمرار التراجع في الطلبيات الجديدة وأنشطة الشراء وفقدان الوظائف.
إيطاليا أيضاً فقد سجلت انكماشاً أقل من المتوقع في التصنيع مع قراءة عند 45.3 وهو ما كان أعلى من التوقعات عند 44.4. في اسبانيا، فقد انكمشت الأنشطة على نحو أسرع من المتوقع وذلك مع قراءة عند 46.2 مقابل التوقعات عند 47.
أما في عموم منطقة اليورو، فقد تقلصت أنشطة التصنيع بأبطأ وتيرة منذ مايو من العام الفائت. حيث سجل المؤشر قراءة عند 44.4 وهو ما كان أعلى قليلاً من التوقعات عند 44.2.
في حين أشار التقرير إلى أن الاسوء بالنسبة لفقدان الوظائف قد بات خلفنا وذلك مع تراجع الانكماش في الطلبيات الجديد وأنشطة الشراء وارتفاع الثقة في الأعمال لأعلى مستوى منذ ثمانية أشهر. كما تسارع الانخفاض في مستوى الانتاج وخرجات المصانع في ديسمبر الفائت وذلك مع ضعف الطلب.
في أسواق السندات، فلم يستطع ارتفاع عوائد سندات منطقة اليورو دعم اليورو وذلك في ظل المزيد من ارتفاعات عوائد السندات الأمريكية.
حيث ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عشرة أعوام إلى 2.110% قبيل اعلان البيانات الجديدة وهو ما يمثل أعلى مستوى منذ منتصف ديسمبر الفائت. كذلك الحال تقريباً مع عوائد سندات المنطقة المختلفة أيضاً.
عوائد سندات الخزانة الأمريكية واصلت الانتعاش الممتد منذ الأيام الأخيرة من العام الفائت. حيث بلغ العائد على السندات لأجل عشرة أعوام مستوى 3.948% وهو الأعلى من منذ 19 من ديسمبر الفائت.