التقت الجرس صناع السلسلة البشرية التي حدثت يوم الأحد في ٢٧ من الشهر الماضي، والتي امتدت من شمال لبنان إلى جنوبه، وضمت عشرات آلاف اللبنانيين من كافة الميول والانتماءات الطائفية والفكرية والاجتماعية، اتحدوا ليطالبوا بإسقاط الطبقة السياسية الحاكمة التي سرقتهم واعتدت على حقوقهم لمدة تزيد عن ٣٠ عامًا.
المنظمون لهذه الفكرة هم: موريال أبو الروس (مخرجة)، جولي تغو (معلمة تاريخ)، سيريل باسيل (مخرج)، وأديت تغو (مديرة إنتاج اوليا).
تحدثت في البداية أديت التي كانت عالقة في الجنوب عند بداية الانتفاضة، واقترحت الفكرة وأبلغت شقيقتها جولي أول وصولها إلى بيروت، وأعجبت بها لتتصل فورًا بموريال وسيريل، وليدعوا الناس لها عبر (الفيس بوك) نهار الخميس أي قبل أربعة أيام فقط من تنفيذها.
سيريل قال: (انضم إلينا مئتا شخص في يوم واحد فقط من صور إلى عكار، بعدما طلبنا مشاركة الناس عبر مجموعة على (الواتس اب)، ولم نسأل عن انتماءاتهم وميولهم، كان كل همنا أن تنجح الفكرة.. المتظاهرون أيضًا كانوا بحاجة إلى فكرة مماثلة تظهر للرأي العام مدى حبهم لبعضهم البعض ووحدتهم، وشعارنا كان (نحن واحد)).
موريال علّقت: (لم يتظاهر كل اللبنانيين معنا، لذا كانت هناك فراغات بين صفوفنا، وهذه رسالة مهمة تفيد أن نصفنا لا يزال مؤمنًا بزعيمهم وحزبه السياسي.. هذا الإنقسام طبيعي: ثمة أشخاص يؤمنون بوطنٍ دون زعيم، وآخرون يؤمنون بزعيم ولا يريدون أن يتخلصوا من ولائهم له).
سألتها باتريسيا عن إمكان إقناعهم بتغيير ميولهم، فردت: (علينا أن نحبهم ونثبت لهم هذا الحب، لا يمكننا أن نشتم والدتهم ونستخدم لغة الحرب والكراهية في مظاهراتنا، يجب أن نمد أيادينا لهم لنبني سويًا وطنًا للجميع بعيدًا عن الطوائف والأديان، يعتمد فقط على معاملة الإنسان للآخر وللطبيعة وللحيوان).
روت المرشدة الروحية كيف أعطتها إحداهن منقوشة وطلبت منها أن تبلغ الذي يقف جانبها أن يوصلها من صور إلى طرابلس وسألت إن وصلت فأجابوها بنعم.
موريال حكت: (لا شيء مستحيل، يمكننا أن نحقق كل أهداف الثورة لكن علينا أن نصبر.. لا يمكننا أن نلغي تبعيةً عمرها ثلاثين عامًا لزعيم خلال أيام معدودة، ويجب أن نستخدم لغة الحب ونبتعد عن الشتائم لنقنع الآخرين بحراكنا).
تابعت تجاوب على سؤال طرحته باتريسيا حول صمت الطبقة الحاكمة في لبنان وإن كان متعلقًا بخوفهم أو انتظارهم لأمر يأتيهم من الخارج: (يمكنهم أن يصمتوا أو يتحدثوا، المهم أننا لا نريد نظامهم الطائفي والمقسّم، وعلينا أن نستمر لكي نبقى أحرارًا ولدينا كرامة، لا يجب أن نستسلم وإلا سنخسر كل ما حققناه).
أضافت: (لا أقول أن نحبسهم أو نقتلهم، بل أطالب العودة إلى الدستور اللبناني ما قبل اتفاق الطائف وتأسيس دولة علمانية عادلة).
جولي أثنت على محبة اللبنانيين لبعضهم وقالت: (حركتنا العفوية تثبت هذه المحبة، لم نصنع حملةً لهذه السلسلة والتلفزيونات تحدثت معنا في نفس اليوم لا قبله، الطرابلسي قال لإبن الغازية إنه يحبه، ولم ينتظر زعيمًا أو تيارًا ليبادر، اللبنانيون ليسوا بحاجة أحد ليوثقوا مدى تكاتفهم).
مارسيل وجهت حبًا لهذه الطبقة الحاكمة، وحكت: (فشلوا في إدارة الدولة لكننا من انتخباهم لمدة ٣٠ عامًا، فليرحلوا بكل حب وإحترام، لا يمكن لمجرم الحرب أن يكون الحل ولا الوريث السياسي ولا لأحد منهم).
الزميلة باتريسيا شحادة شكرتهم على مبادرتهم الرائعة وقالت إن الثورة ستستمر حتى تحقيق كل مطالبها.