نشرت ابنة المحلل السياسي جوزيف أبو فاضل فيديو صغيرًا يجمعهما، وظهر يرقص معها كالمراهقين الذين يتسابقون لنشر الفيديوهات عبر موقع (تيك توك) الذي بدأ يحظى بجماهيرية واسعة في الشرق العربي مؤخرًا.

جوزيف أطلّ عفويًا واستمع لرغبة ابنته التي أصرت على أن يشاركها الفيديو، ورغم وقاره ورصانته وموقعه لم يرفض طلبها ولم يحزنها بل وافق ولعب دوره كوالدٍ طبيعي يمازح أولاده ويلعب معهم ويراقصهم في المنزل.

الكثيرون هاجموه وأغلبهم بسبب مواقفه السياسية المعارضة لثورة ١٧ تشرين ووقوفه مع السلطة، لكننا لا نرى ما فعله جوزيف معيبًا بل يحق له أن يرقص ويلعب ويفعل ما يريد في منزله مع أولاده، ولا نحاكمه لأنها حياته الشخصية ولأن ابنته من نشرت الفيديو.

علينا أن نفرّق بين آرائنا والحياة الشخصية لكل فرد بيننا، والرد على أي موضوع أو قضية يكون ضمن إطارهما لا عبر التدخل السافر بخصوصية الفرد والاعتداء على كرامته، وإن كان جوزيف سخر من الثوار ورأى إن الثورة تمثّل الانحطاط ونقد رقص بعض الناس في المظاهرات، فعلينا أن نريه أننا لا نعامله بالمثل، وأن حرية الإنسان مقدسة وحينها يمكنه أن يغير رأيه ويفهم أن في الثورة أيضًا يوجد متحررون وعقلاء وأصحاب عقول ووعي يرفضون المسّ بخصوصية الإنسان، وإلا لمَ نناشد التغيير؟

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار