تفرجي على هذه الصورة.. هكذا وصلتني الرسالة من كاتب عظيم يقبض الملاليم على نصوصه الرائعة، ويعيش في شقة من غرفة نوم واحدة وصالة لا تتسع لأكثر من كرسيين لضخامة المكتبة الرائعة.
الصورة عرضتها الفاشينستا والملقبة بـ دكتور خلود نشاهدها تتوسط سبع خادمات تعملن لديها.
عشت كل هذه الحياة المليئة بالمشاهدات الغريبة والعجيبة، ودخلت قصورًا وصادقت أمراء وسلاطين ورؤساء أهم البلاد، وأثرياء، ولم أرَ مثل هذا المشهد.
سبع خادمات يعني سبع غرف في البيت فقط لهن، هذا عدا غرف الأطفال وعددها أربعة، فيصبح الرقم 11 غرفة، ونضيف عليها غرفة نوم خلود وزوجها، فيصبح الرقم 12، ولا بد من غرفة نوم للضيوف فيصبح الرقم 13 هذا عدا عن الصالة وغرفة المعيشة وغرفة الطعام ليصبح العدد 16 غرفة.
سيدة تعمل فاشينستا يتألف بيتها من 16 غرفة!
ماذا يعني ذلك؟
كيف تتوزع الثروة على مساكين الأرض؟
المرأة المسماة خلود ووظيفتها الترويج للمنتجات السخيفة، تعيش أفضل بمليون مرة من ما عاش آينشتاين، نيتشة، كونديرا، كمال جنبلاط، ريمون إدة، جمال عبد الناصر، كامو، جورج صاند، جبران خليل جبران، سارتر، ماركس، سيمون دو بوفوار، بيل غايتس، تولستوي، تشيخوف، مارك زوكربيرغ وباولو كويلو، وغيرهم من أهم شخصيات القرن الماضي والحاضر من الذين خدموا الإنسانية والأوطان والقوميات والشعوب.
تعيش خلود من مال ينفقه الشعب العربي لها وعليها، وهذا لشدة غباء شعب يستهلك ولا ينتج، يشتري ولا يفكر، يأكل مما لا يزرع ويلبس مما لا يصنع، ويهتك بكرامته.
وبعدها لا يتقن إلا فن الصراخ والشكوى من ذلِه وقهرهِ وفقرهِ.
كل يوم يضيع طفل وكل يوم تضيع الأمة العربية.. لا نسمع ضجيجًا كالذي سمعناه خلال اليومين الماضيين حين أضاعت خلود قطتها..
والله قامت القيامة ودفعت خلود مبلغًا لمن يجد لها قطتها التي أعلنت عن وصولها بالسلامة إلى بيتها أول البارحة.
أنا لا أعترض.. بل بالعكس، أؤيد النظام الاقتصادي الحر لكل بلد كما في لبنان..
فقط أتأمل.. وأتساءل: هل أقدمت خلود على أي عمل إنساني يشفع لها ولبذخها؟
الجواب: لا.. ورمضان كريم
نضال الأحمدية – بيروت