يسلبك (المتعة، السعادة، المشاعر، الزمن. إلخ) ويسلبك أن تكون نفسك
القلق لص غاية في الذكاء، يوهمك بأنك حينما تقلق حيال كل شيء، فأنت وقتها ستتجنب المخاطر والتهديدات.
يوهمك بأنه عليك أن تفكر باستمرار في كل الاحتمالات السيئة قبل الجيدة، لكي تنجو بحياتك وحياة من حولك، بالرغم من أن الإحصائيات تقول إن أكثر من 90 % من الأمور التي نقلق بشأن حدوثها، لا تحدث!. من الطبيعي، بالتأكيد، أن يشعر الإنسان بالقلق أو بالفزع، من حين إلى آخر.
اقرأ: د. وليد ابودهن للرجال فقط: الثدي عندهم مشكلة صحية وإحراج
كل إنسان ينتابه مثل هذا الشعور بين الحين والآخر. وفي الحقيقة، فإن نوبة من القلق، بدرجة معينة، يمكن أن تكون مفيدة.
فالإحساس بالقلق قد يساعد المرء على رد الفعل والتصرف بصورة صحيحة عند التعرض إلى خطر حقيقي، كما يمكن أن يحفزه على التفوق في مكان عمله أو في منزله.
أما إذا كان الإحساس بالقلق يتكرر في أحيان متقاربة، وبصورة حادة، دون أي سبب حقيقي، إلى درجة إنه يعيق مجرى الحياة اليومي الطبيعي فالمرجح أن هذا الإنسان يعاني من اضطراب القلق المُتَعَمِّم (Generalized anxiety disorder).
اقرأ: د. وليد ابودهن: رائحة الجسم الكريهة أسبابها العلاج وطرق الوقاية
هذا الاضطراب يسبب القلق الزائد وغير الواقعي وشعورا بالخوف / القلق يفوق ما يمكن اعتباره رد فعل طبيعيا على حالة معينة. إن الحياة في ظل الشعور بالقلق المتعمم قد تصبح صعبة للغاية، لكن هنالك وسائل تساعد في علاج القلق. هناك علاج دوائي وعلاج نفسي للقلق يمكنهما أن يساعدا وأن يخففا من أعراض القلق، كما يمكن للشخص الذي يعاني من القلق اكتساب مهارات مختلفة لتخفيف اعراض القلق ومواجهة مشكلة القلق والعودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي.
تختلف أعراض القلق من حالة إلى أخرى، سواء من حيث نوعية الأعراض المختلفة أو من حيث حدتها.
اقرأ: د. وليد ابودهن: أسباب نقص الرغبة الجنسية عند الرجال
وتشمل أعراض القلق:
• الصداع.
• العصبية أو التوتر.
• الشعور بغصة في الحلق.
• صعوبة في التركيز.
• التعب.
• الاهتياج وقلة الصبر.
• الارتباك.
• الإحساس بتوتر العضلات.
• الأرق ,صعوبة الخلود إلى النوم و/أو مشاكل في النوم.
• فرط التعرق.
• ضيق النّفـَس.
• آلام في البطن.
• الإسهال.
إن نوبة القلق لا “تقضي” على الشخص الذي يصاب بها، تماما، لكنها تترك لديه إحساسا بالقلق، بدرجة معينة. قد يشعر المصاب بالقلق بأنه يعيش في حالة توتر دائمة، في جميع مجالات حياته. وقد تظهر لديه اعراض القلق على الشكل التالي، قد يشعر بأنه قلق جدا حيال أمنه الشخصي وأمن أحبائه، أو قد يتولد لديه شعور بأن شيئا سيئا سيحدث، حتى إذا لم يكن هناك أي خطر محسوس.
اقرأ: د. وليد ابودهن: التكنولوجيا تقتل أطفالنا
تبدأ نوبة القلق، عادة، في سن مبكرة نسبيا، إذ تتطور أعراض القلق المُتَعَمِّم ببطء شديد، أكثر مما هو الحال في اضطرابات القلق الأخرى.
معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق المُتَعَمِّم لا يستطيعون تذكّر المرة الأخيرة التي شعروا فيها بالتحسن، بالهدوء والسكينة.
أسباب وعوامل خطر القلق كما هو الحال في معظم الاضطرابات النفسية، من غير الواضح تماما ما هو المسبب لاضطراب القلق المُتَعَمِّ. ويعتقد الباحثون بأن مواد كيميائية طبيعية في الدماغ، تسمى الناقلات العصبية (Neurotransmitter)، مثل سيروتونين (Serotonin) ونورأبينِفرين (أو: نورأدرينالين Noradrenaline)، تؤثر في حصول هذه الاضطرابات. وإجمالا، يمكن الافتراض بأن لهذه المشكلة مجموعة متنوعة من الأسباب، قد تشمل عمليات بيولوجية تحصل في الجسم، عوامل وراثية جينية، عوامل بيئية محيطة ونمط الحياة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: شخير الرجل يصيبه بالضعف الجنسي
إلى جانب أنواع مختلفة من الرهاب، نوبات الهلع (الفزع – Panic)، واضطراب الوسواس القهري(Obsessive – Compulsive Disorder – OCD)، تشكل نوبة القلق واحدا من أنواع اضطراب القلق الأوسع انتشاراً.
غالبية الأشخاص المصابين باضطراب القلق المتعَمّم يعتقدون بأن مصدر شعورهم بالقلق يكمن قي طفولتهم، لكن ثمة أيضاً حالات ينشأ فيها الاضطراب ويتطور في وقت لاحق من العُمر.
وتشير المعطيات إلى ان نسبة النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن باضطراب القلق المتعمم هي أعلى من نسبة الرجال المصابين به.
ثمة عوامل يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة باضطراب القلق المتعمم، وتشمل:
• الطفولة القاسية: الأطفال الذين عانوا من صعوبات أو ضائقة في طفولتهم، بما فيها كونهم شهوداً على أحداث صادمة، هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
اقرأ: د. وليد أبودهن: السهر يقودك إلى الهلاك!
• المرض: الأشخاص الذين أصيبوا بأمراض خطيرة، كالسرطان مثلا، قد يصابون بنوبة من القلق. التخوف من المستقبل وما يحمله، العلاجات والحالة الاقتصادية – كلها، يمكن أن تشكل عبئا نفسانياً ثقيلاً.
• التوتر النفسي: إن تراكم التوتر النفسي، نتيجة لحالات موترة وضاغطة في الحياة قد يولّد شعورا بالقلق الحاد. على سبيل المثال، المرض الذي يستدعي التغيب عن العمل مما يسبب إلى خسارة في الأجر والمدخول من شأنه أن يسبب توتراً نفسياً، وبالتالي اضطراب القلق المتعمم.
• الشخصية: الأشخاص الذين يتمتعون بمزايا شخصية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق.
والأشخاص ذوو الاحتياجات النفسية غير المتوفرة كما يجب، مثل الارتباط بعلاقة عاطفية غير مرضية، قد يشعرون بعدم الأمان مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق المتعمم.
اقرأ: د. وليد ابودهن: الفرق بين التوحد وتأخر النطق
وعلاوة على ذلك، فإن بعض اضطرابات الشخصية، مثل اضطراب الشخصية الحدّيّة (BPD – Borderline personality disorder)، يمكن أن تأتي مُصَنَّفة في إطار اضطراب القلق.
• العوامل الوراثية: تشير بعض الدراسات إلى وجود أساس (مصدر) وراثيّ لاضطراب القلق يجعله ينتقل (وراثيا) من جيل إلى آخر.
إن اضطراب القلق يسبب للمصاب به أكثر من مجرد الشعور بالقلق. فهو قد يسبب له (أو يُفاقم لديه) أمراضا صعبة وخطيرة، يمكن أن يكون من بينها:
• اللجوء إلى استعمال مواد مسببة للإدمان.
• أرق وإحساس بالاكتئاب.
• اضطرابات هضميّة أو معويّة.
• صداع.
• صريرالأسنان وخاصة خلال النوم تركب علاج القلق من علاجان رئيسيان هما العلاج الدوائي والعلاج النفساني، كل منهما على حدة أو كلاهما معاً.
وقد تكون هنالك حاجة إلى فترات تجربة وخطأ من أجل تحديد العلاج العيني الأكثر ملاءمة ونجاعة لمريض معين تحديداً والعلاج الذي يشعر معه المريض بالراحة والاطمئنان.
اقرأ: د. وليد ابودهن: هذا ما يرغبه الرجل فيكِ
علاج القلق الدوائي: تتوفر أنواع شتى من علاج القلق الدوائي الهادفة إلى التخفيف من أعراض القلق الجانبية التي ترافق اضطراب القلق المتعمم، ومن بينها:
• أدوية مضادة للقلق: هي مواد مهدئة تتمتع بأفضلية تتمثل في إنها تخفف من حدة الشعور بالقلق في غضون 30 – 90 دقيقة.
أما نقيصتها فتتمثل في إنها قد تسبب الإدمان في حال تناولها لفترة تزيد عن بضعة أسابيع.
• أدوية مضادة للاكتئاب: هذه الأدوية تؤثر على عمل الناقلات العصبية (Neurotransmitter) التي من المعروف إن لها دوراً هاماً في نشوء وتطور اضطرابات القلق.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ظهور الدوالي ما السبب وما العوارض؟
تشمل قائمة الأدوية المستخدمة لمعالجة اضطراب القلق، علاج القلق النفسي: يشمل العلاج النفسي للقلق تلقي المساعدة والدعم من جانب العاملين في مجال الصحة النفسية، من خلال التحادث والإصغاء.
التعب والإرهاق والخمول يتم علاجه من خلال ممارسة الرياضة وترتيب الوقت وإدارته بصورة صحيحة، أخذ الراحة خاصة في فترة الليل يعتبر أمراً ضرورياً لتجديد الطاقة النفسية والجسدية.
د. وليد ابودهن