من الميلاد وحتى الغطاس حوالي عشرين يوماً من الاحتفالات، وفي كل يوم كأس نبيذ أو عرق أو وسكي وفودكا وبيرا، وفي الصباح ألم في الرأس ودوخة وإفراغ معدة، ومشكلة مع الأهل وأحيانا بدلاً من العودة إلى البيت يذهب الشارب إلى المسشفى وسيارته إلى الكراج أو كلاهما إلى المقبرة أو يذهب مع صاحبه باتجاه غير معروف فيقع في خطأ لا يغفر له.
اقرأ: د. وليد ابودهن: طرق لتحسين الذاكرة وتجنب النسيان
أيام العيد كلها احتفالات وكلها فرح ولكن تناول الكحول في البدء يجعلنا نضحك وفي النهاية تسيل الدموع من جراء أزمة حقيقية وخانقة تظهر معالمها في ازدياد حوادث السير التي تودي بحياة العديد من الأشخاص، يعود سببها الى احتساء الكحول والقيادة دون التنبه الى الخطر الذي يواجه السائق وكل من يرافقه.
اقرأ: د. وليد ابودهن: أماكن وأشياء تتهدّدها البكتيريا
قد أدت هذه الأزمة الى فقدان عدد كبير من شرائح المجتمع، خصوصاً الفئات الشابة، وارتفاع في عدد الجرحى والمعوقين.
تظهر هذه الأزمة في بشكل واضح وخطير، إذ يتعرض مئات الشباب لحوادث سير مميتة جراء شرب الكحول، والافتقار للحلول في ضبط السائقين الذين هم تحت تأثير الكحول يزيد من هذه الأزمة.
تكمن الخطورة في قيام بعض السائقين المخمورين بقيادة مركباتهم معتقدين أنهم بكامل وعيهم وأهليّتهم للقيادة، في حين يكونون واقعين تحت تأثير الكحول ويعانون صعوبة في التركيز وعدم وضوحفي الرؤية.
اقرأ: د. وليد ابودهن: الأضرار الصحية التي تحدث بسبب تاتو
تكون التأثيرات الأولية للكحول على القيادة تأثيرات نفسية حيث تزداد ثقة السائق بنفسه كشعوره المبالَغ بالشجاعة والإقدام ، وتزداد حالته سوءً بازدياد نسبة الكحول في دمه، فيقوم بتصرفات خطيرة تودي به وبغيره إلى الهلاك.
بينت الدراسات العلمية أن السائقين الذين يتناولون الكحول يتعرضون بشدة لمخاطر حوادث التصادم بالمقارنة مع من لم يتناولوا أي قدر من الكحول، وبيّنت كذلك أن هذه المخاطر تزداد زيادةمطردة بازدياد تركيز الكحول في الدم.
اقرأ: د. وليد ابودهن: الطريقة المثالية للاستحمام الصحي
تأثير الكحول على شدة التصادم:
أظهرت الأبحاث العلمية التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية على المخاطر النسبية المميتة عند مستويات مختلفة لتركيز الكحول في الدم، أن كل زيادة قدرها 0,02 % في مستوى تركيزالكحول في الدم تُضاعِف خطر التعرض لتصادم مميت مرتين.
اقرأ: د. وليد ابودهن: تأثير الأمراض العضوية على الرغبة الجنسية
أثناء القيادة، يرى محتسي الكحول الأشياء مزدوجة بسبب تأثر بؤبؤ العين، كما يجد صعوبة في تركيز النظر. ففي الحالات الطبيعية يَلزم البؤبؤ ثانية واحدة لينغلق في الضوء، و7 ثوان لينفتح فيالظلام. أما تحت تأثير الكحول، فيستغرق الأمر مدة أطول من ذلك بكثير.
د. وليد أو دهن