عندما نقع في الحب تحدث العديد من التغيرات النفسية والجسدية داخل اجسامنا تترافق بافراز العديد من الهرمونات.للحب تأثيرات كبيرة على الشخص تتخطى حالة تغير المشاعر، فهو عبارة عن عملية كيميائية حيوية معقدة تحدث داخل دماغ الرجل والمرأة

تعريف الحب علمياً

في الواقع يدعي العلم، أن الحب مصدره الدماغ وأنه عملية كيميائية/بيولوجية تمامًا، والذي يعبر عنه بالإحساس الذي نسميه “الحب”.

اقرأ: د. وليد ابودهن: كمامة القماش تحمي من الغبار، ولا تحمي من بكتريا ولا فيروس

عندما تقع في الحب

يحدث الحب بسرعة فالدماغ بحاجة من دقيقة إلى أربع دقائق ليقرّر إذا كان منشداً فعلاً للشخص الذي أمامه أم لا، وفي حالة الحب يكون الانفعال الجسدي أقوى بكثير من الانفعال الكلامي، وحسب الدراسات فإنّ الانجذاب بالدرجة الأولى يكون للجسد ويأخذ نسبة 55%، ونبرة الصوت تحتل 38%، بينما الكلام يأخد حوالي 7%، وقد أثبتت الدراسات بأنّ الرجال ينشدّون إلى النساء اللواتي يرتدين اللون الأحمر، حيث أن اللون الأحمر يؤثر على دماغ الرجال. والنساء بشكل عام يملن للرجال ذوي اللحى، فبحسب ما أثبتته الدراسات، النساء يرون في الرجال ذوي اللحى النضوج والأبوة والمسؤولية، وعندما تقع في الحب فإنّ دماغك، يرسل إشارات تفرز مواد كيميائية تؤثّر على جسدك فتشعر، بالعرق الغثيان، والأرق، وفقدان الشهية، وقد أثبتت فحوصات الرنين المغناطيسي، أنّ الشخص عند وقوعه في الحب فإنّ القشرة الأمامية المخية تتجمد، وهذه القشرة مسؤولة عن الحكم والنقد، أي أنّ الحب لا يحمل المحاكمات، ومن الممكن أن يدمن الرجل على الحب، بفعل الناقل العصبي، الذي يعمل على تقوية العطف والحنان لدى الرجل.وعندما يقع الشخص في الحب، يحب رائحة من يحب، وعندما يمسك الشخص يد من يحب، فإن مشاعر التوتر تقل، وسيشعر بالراحة بفعل هرمونات يفرزها الدماغ، ومن الممكن أن الشخص الواقع في الحب يفقد أصدقاءه المقربين والأنانيين، لأنّه لن يجد وقتاً كافياً لقضاء الوقت معهم، وهم لن يقدروا ظروفه.

اقرأ: د. وليد أبودهن: أسباب آلام الظهر قبل الدورة الشهرية

وجدت دراسات أخرى في علم الدماغ أن الكثير من المواد الكيميائية تشكل جزء من القدرة على الحب، مثل: NGF، التستوستيرون، الاستروجين، الدوبامين، النورابينبرين، السيروتونين، الأوكسيتوسين والفاسوبريسين. المواد المختلفة تختلف في وظيفتها في مراحل الحب المختلفة.

مستوى كاف من التستوستيرون ضروري لحدوث الرغبة الجنسية لدى المرأة والرجل أيضا. الدوبامين، النورادرينالين والسيروتونين ضرورية للشعور بالانجذاب لدى الزوجين وتنشيطها يقلل من الشعور بالجوع والتعب. لذلك في كثير من الأحيان عند الوقوع في الحب نواجه صعوبة في النوم ونفكر كثيرا بالزوج / ة. الأوكسيتوسين والفاسوبريسين مسئولان (على التوالي) بالشعور بالارتباط (bonding).

اقرأ: د. وليد ابودهن: متى يتوقف طول عند الفتيات؟

تعريف الحب بحسب علم النفس التطوري

علم النفس التطوري ينسب إلى جميع المشاعر الإنسانية تفسير تطوري. أيضا في حالة تعريف الحب، هناك منطق من وراء تكون النظام العاطفي الذي نستطيع من خلاله الشعور بالعواطف. أي أن، كل إحساس الذي نشعر به تطور خلال عملية التطور لإعطاء ميزة ايجابية معينة تساعد على البقاء على قيد الحياة، وهكذا هو الحب أيضا.

على سبيل المثال، حب الوالدين للطفل يزيد من احتمال أن يواصل الأهل رعاية الذرية لأطول وقت ممكن بعد الولادة. هذه الميزة مهمة للجنس البشري لأن الطفل يحتاج الى رعاية لفترة طويلة من الزمن حتى يستطع الاعتماد على نفسه. التطور أنشأ هذه المشاعر لمساعدة البشرية في البقاء على قيد الحياة.

الحب بين الزوجين جاء ليضمن للزوجة الدعم اللازم لتكون قادرة على تنشئة الذرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاخلاص لشريك الحياة يقلل من احتمال الاصابة بالأمراض المختلفة التي تنتقل بالاتصال الجنسي والتي تضر بالأم والجنين.

السبب وراء التعقيد الذي تتسم به عملية الانجذاب الرومانسي، إلا أنه لا يفسر شعورنا بأن هذه العملية غريزية وتلقائية للغاية، على خلاف الوضع المتعارف عليه في الطريقة التي نتبعها في القرارات الأخرى في حياتنا.

وعلى الرغم من أن ذلك يفسر السبب وراء التعقيد الذي تتسم به عملية الانجذاب الرومانسي، إلا أنه لا يفسر شعورنا بأن هذه العملية غريزية وتلقائية للغاية، على خلاف الوضع المتعارف عليه في الطريقة التي نتبعها في القرارات الأخرى في حياتنا.

اقرأ: أمل حجازي لأول مرة ترد على حنان الترك ومحجبات تشوهن الدين – فيديو

الفيرومونات

الفرمون هو مادة كيميائية تفرز من قبل كائن حي وتسبب نشاط أو رد فعل في كائن حي اخر من نفس الجنس. عدد من الدراسات العلمية التي نشرت تدعي النجاح في إثبات وجود الفيرومونات في الإنسان أيضا.

على هذا الأساس يعتمد مصنعي العطور ومحفزات الشهوة المختلفة الذين يدعون بأن استخدام مستحضراتهم يزيد من الانجذاب الجنسي نحو المستخدم.

ومع ذلك، هناك انتقادات كثيرة حول صحة الدراسات والكثيرين يدعون وجود أخطاء بحثية كثيرة التي تضر بمصداقيتها. في الواقع اليوم لا يوجد هناك فرمون بشري الذي ثبت بالتأكيد انه يزيد من الجاذبية الجنسية أو يؤثر عليها.

اقرأ: د. وفاء العراوي: هل أنت ناقص؟ وكيف يخدمك الإحساس بالنقص؟

من يتحكم في مشاعر الحب العقل أم القلب؟

الحب هو احد العواطف الأساسية المهمة التي نشعر بها. وهو قادر على بناء وتقوية الانسان، اشعال الحروب والخروج من الأزمات.

إن الحب يبدأ من المخ وليس القلب، لأنه يدرك الانجذاب عند حدوثه بين طرفي العلاقة، ويترجمه إلى إشارات يرسلها أولًا للقلب فتبدأ التغيرات والشعور بالإحساس المصاحب للحب.

أن خفقان القلب الذي يحدث عند رؤية الحبيب أو لقاء الطرفين، يكون بسبب إشارات المخ التي ينتج عنها إفراز هرمون الأدرنالين لفترة قصيرة ما يؤدي لتوتر مؤقت من النوع الإيجابي ويمنح شعور بالفرحة.

أن زيادة هرمون السعادة “السيرتونين” ووصول الحب لنشوته يجعل ضربات القلب تدق بصورة جيدة ومنتظمة، تمنح المحب درجات الارتخاء والهدوء النفسي والشعور بالطرف الآخر.

أن ما يحدث للقلب نتيجة إشارات المخ المُرسلة يظهر في عدة صور، تشمل:

– خفقان في القلب.

– رعشة وبرودة في اليد.

– زغللة بسيطة في العين.

– توتر لحظي إيجابي.

أن الوقوع في الحب يعمل على إفراز بعض المواد الكيميائي في المخ، ما يؤدي للشعور بالسعادة ويبعث الفرح والسرور على القلب، وهناك بعض الهرمونات يفرزها المخ عند الوقوع في الحب تؤدي إلى سرعة ضربات القلب وفقدان الشهية والحماس.

اقرأ: د. وليد ابودهن: الحالة النفسية تؤثر على المناعة

وأخيرا وليس اخراً، إذا كانت الآليات العصبية المتحكمة في الحب بسيطة، لكان بالإمكان تحفيزها بمادة ما، أو إخمادها باستخدام مشرط جراحي مع الإبقاء على كل شيء آخر كما هو.

إن المنطق الصلب والجاف للبيولوجيا التطورية قد يجعل ذلك الأمر ممكنا، لكن لو لم يكن الحب معقداً، لما كنا قد تطورنا أبداً في المقام الأول.

وعلى الرغم من ذلك، يكمن الحب، مثل كل أفكارنا وعواطفنا وتصرفاتنا، في عمليات فيزيائية داخل الدماغ، وتفاعل معقد للغاية فيما بينها. لكن القول إن الحب “مجرد” كيمياء دماغية هو أشبه بالقول إن روميو وجولييت “مجرد” كلمات. لأن ذلك يغفل الحقيقة، فالحب مثل الفن، أكبر من مجموع أجزائه.

في الختام، يمكن القول أنه على الرغم من التقدم الكبير في مجال بحوث وتعريف الحب، فانه لا تزال الكثير من الاشياء الغير واضحة وبالتأكيد يوجد مكان للرومانسية والحميمة التي هي جزء لا يتجزأ من هذا العالم.

د. وليد ابودهن

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار