كنت تحاولين الإنجاب وتعانين من تأخر الحمل على الرغم من عدم وجود موانع صحية لديك أو لدى زوجك، فقد يكون السبب من عدم المشي.

لقد حذر أطباء مختصون في أمراض السمنة والنساء والعقم، من أن عدم مشي المرأة لمدة 20 دقيقة يومياً، يؤدي إلى مشكلات في الإنجاب، وهذا أُثبت علمياً، من خلال دراسات أجريت أخيراً في أميركا، إذ تبيّن أن قلة المشي تُعدُ سبباً رئيسياً لعقم المرأة وارتفاع حالات التكيس داخل الرحم، Polycstic Ovaries-WR، مشيرين إلى أن المشي من أبرز طرق علاج التكيّس.

اقرأ: د. وليد ابودهن: هل يستمتع الرجال بالعلاقة الجنسية أكثر؟

لابد من التركيز على المشكلات الطبية الناجمة عن قلة المشي، خصوصاً في الدول التي لا تشيع فيها هذه الرياضة كثيراً، خاصة الدول العربية، بسبب أنماط الحياة الاجتماعية مثل: التنقل بالسيارة بصورة مستمرة. كما أن عوامل الطقس لا تساعد على المشي بشكل يومي.

ورغم ذلك فإن هناك طرقاً وبدائلَ يمكن اتباعها من أجل التمتع بهذه الرياضة، التي أصبح لها ارتباط رئيسي في الصحة العامة من الرجال والنساء والأطفال، وبشكل خاص المرأة، إذ تبيّن أن قلة المشي أحد العوامل الرئيسة المسببة لعقم النساء، لأن الخمول يتسبب بعدم تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي تتأثر حركة الرحم والمبايض أيضاً، التي تعاني من مشكلة التكيس حولها.

اقرأ: د. وليد ابودهن: لماذا خط الأطباء سيء وغير مفهوم؟

كما أن التكيس ربما يحول دون الإنجاب، وعلاجه صعب للغاية، ونسبة نجاح أطفال الأنابيب لدى المرأة التي تعاني من التكيس أقل من المرأة التي تعاني من مشكلات أخرى. وتبيّن عبر دراسة حديثة أن أبرز طرق العلاج للحفاظ على صحة الإنجاب عند المرأة هو المشي بصورة مستمرة وعدم التوقف عنه، فالكثير من حالات العقم أصبح يوصف لها المشي ضمن الوصفة العلاجية، بهدف تنشيط الدورة الدموية والتخلص من المشكلات التي تصيب الرحم.

نسبة حدوث العقم عند المرأة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعوامل متعددة، والمشي هو طريقة علاجية تساعد على حل المشكلة، كأي دواء له تأثير على صحة الإنجاب لديها. إن الإرتباط وثيق بين السمنة والإنجاب، سواء عند الرجل أم المرأة، إلا أن المرأة هي الأكثر ضرراً في هذه الأمر وأصبحت رياضة المشي وسيلة لزيادة معدلات الخصوبة ووسيلة علاجية أيضاً في حال كانت تعاني من مشكلات صحية، مثل التكيس حول المبايض، أو ما هو على شاكلة ذلك.

اقرأ: د. وليد ابودهن: يمكنك خسارة الوزن بالأعمال المنزلية

لا يدرك الكثير من الناس أنّ الأمراض ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالخمول وما قد يتسبّب به من مخاطر قد تهدد الحياة، ومن أشهر المخاطر الناتجة عن قلة المشي:

أمراض القلب والأوعية الدمويّة، يزداد ارتفاع معدّل الإصابة بأمراض القلب مع قلّة النشاط الرياضي، فممارسة الرياضة بشكل معتدل وبصورة دوريّة شأنه أن يقلّل من النتائج السلبيّة لأمراض السكري، وضغط الدم، والإجهاد.

مرض السكري النوع الثاني، فقلّة الحركة تتسبّب بضعف العضلات وعدم استجابتها لامتصاص هرمون الإنسولين فيرتفع معدّل السكر في الجسم. ويشمل ارتفاع السكري، وضغط الدم، واضطراب في حرق الدهون، وزيادة الوزن ولا سيّما في منطقة البطن، والذي يتسبّب بخطر التعرّض لتصلب الشرايين، والنوبات القلبيّة، والسكتات الدماغية الناتجة في أغلب الأحيان عن قلّة النشاط الحركي.

اقرأ: د. وليد ابودهن: الهاتف يحمل بكتيريا عشرات أضعاف كرسي المرحاض

الأمراض والاضطرابات الناتجة عن الإجهاد، والتي تتعلق في أغلب الأحيان بقلة الحركة، ولا يعتبر الإجهاد بالمرض الخطير، لكن يجب منح الجسم فرصة للتخلّص من هرمونات الإجهاد الموجودة فيه، ويمكن هذا من خلال ممارسة الرياضة للتخلّص من هرمون الإدرينالين والنورادرينالين وتحفيز إنتاج هرمون الأندورفين (الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة والراحة).

ضعف العضلات، حيث إنّ العضلات المرنة القوية من شأنها أن تحمي المفاصل من أي وزن ثقيل قد تتعرّض له، إضافة لتوازنها والذي يعتمد بصورة رئيسية على قوّة العضلات، فضعف هذه العضلات والناتج عن الخمول الرياضي، يتسبّب على المدى الطويل بالإصابة بهشاشة العظام.

اقرأ: د. وليد ابودهن: الصداع عند الأطفال

آلام الظهر، تتسبّب قلّة الحركة وممارسة التمارين الرياضيّة على المدى البعيد بظهور آلام الظهر، ونسبة إصابة الخمولين بها تتجاوز 50% مقارنة بالأشخاص الرياضيين.

ترقّق العظام، ولا سيّما الأطفال، والناتجة عن قلّة النشاط الرياضي والبدني فتزيد عندهم احتمالية التعرّض للكسور.

ضعف الجهاز المناعي. فقدان القدرة على التركيز ومع الوقت التسبّب بفقدان الذاكرة، حيث إنّ هناك ارتباط وثيق بين النشاط البدني والذهني، ويتأثر كل منهما بالآخر.

فقدان الجسم لقدرته على امتصاص الأوكسجين.

تراكم الدهون في الجسم، الأمر الذي يتسبّب بتدلّي البطن، والإصابة بمشاكل واضطراب في الجهاز الهضمي.

اقرأ: د. وليد ابودهن: التكنولوجيا تقتل أطفالنا

انسداد الشعب الهوائية وتعرّض الرئة للاحتقان.

فقدان حيويّة ونشاط الشباب.

لتفادي الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة ننصحك بالقيام بتمارين رياضية لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع، القيام بالمشي أو الرقص أو أعمال الحديقة. على أن لا تقل مدة النشاط الرياضي عن عشرة دقائق في كل مرة.

د. وليد ابودهن

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار