شهد لبنان في الأسابيع الأخيرة تظاهرات شعبية تخلّلها صدام مع القوى الأمنية، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

فما هو هذا الغاز، ما هي تأثيراته على جسم المتظاهر، وكيفية الحماية منه؟

تستخدم قوات الشرطة والقوات العسكرية في جميع أنحاء العالم الغاز المسيل للدموع لأغراض تفريق الحشود ومكافحة أعمال الشغب بطريقة فعالة من خلال إحداث حالة عدم الراحة الفسيولوجية المؤقتة.

مكونات الغاز المسيل للدموع

يطلق مصطلح الغاز المسيل للدموع بشكل عام على عدد من العناصر المستخدمة في عمليات مكافحة الشغب ، منها على سبيل المثال (CN)-Chloroacetophenone-Wr، وهو عنصر رئيسي في الرذاذ الكيميائى الصادر عن القنابل المسيلة للدموع، وهو عبارة عن مواد مستخرجة من قشرة جوزة الطيب. ويشار بشكل جماعي لعدد من المواد الكيميائية، باعتبارها مواد مسببة لإنهمار الدموع، ولكن يأتي على رأس القائمة مسحوقorthochlorobenzalmalononitrile، والذي يعرف اختصارا بـCS أوC10H5ClN2، وهو مسحوق بلوري ذو رائحة نفاذة تشبه رائحة الفلفل.

تحتوي قنبلة الغاز المسيل للدموع التقليدية على مجموعة من المواد الكيميائية الإضافية التي تولد حرارة عند إطلاق القنبلة فتساعد تفاعلاتها على تحول مسحوقCS إلى حالة غازية يحملها ميثيلين كلورايد في هيئة سحابة دخان تطير في الهواء. وتستخدم قوات مكافحة الشغب وقوات الجيش وسائل متنوعة لإطلاق الغاز المسيل للدموع بداية من القنابل اليدوية، مرورا بمدافع الهاون، التي تطلق قذائف مسيلة للدموع.

آثار التعرض للغاز المسيل للدموع

إن التعرض للغاز الناتج عن إطلاق قنبلة غاز تحتوي على مادة CS يمكن أن يسبب طفحا جلديا بل حروقأ كيميائية في حالة التعرض المباشر لكم كبير من الغاز أو التعرض لفترة طويلة له. وفي الأحوال العادية، فإن ملامسة الغاز المنتشر في الجو نتيجة إطلاق قنبلة غاز مسيل للدموع، تسبب شعورا فوريا بحرقان شديد عند ملامسة الجلد. وتكون الحال أسوأ إذا لامس غاز CS العين البشرية، فعندئذ ترسل الأعصاب الحسية إشارة إلى جذع المخ، والذي بدوره يرسل الهرمونات لتمزق الغدد في الجفون. وتضخ الغدد غسول مالح من البروتين والماء والمخاط والزيت للمساعدة في تخليص العيون الحساسة من المهيج CS في أسرع وقت ممكن.

ولكن آثار التعرض للغاز لا تتوقف بالضرورة عند الجهاز المناعي للعين. فما إن يستنشق المصاب غاز CS، تبدأ سلسلة من آليات دفاعية مماثلة في الأنف والجهاز التنفسي، وبالتالي يحدث تدفق للمخاط والسعال المتواصل، وكل ذلك في محاولة لتخليص الجسم من سبب التهيج الشديد، وربما يحدث الغثيان والقيء في بعض الأحيان.

يمكن مقاومة تأثير الغاز بالوسائل التالية:

• تجنب أن تكون قرب قنبلة الغاز عند إطلاقها ولا تلمس أي علب بعد سقوطها على الأرض.
• قنابل الغاز مادة حرارية، لذلك يجب غسل الوجه بالماء مباشرة والامتناع عن حك الأعين أو لمس الوجه.
• خذ معك قطعة قماش مبللة بعصير ليمون أو خل وضعها في كيس بلاستيك، وعند إطلاق الغاز تنفس خلال هذه القطعة لحين الخروج من مكان الغاز (إذا لم يتوافر الخل يمكن استخدام البصل للحد من تأثير رائحة الغاز ومواجهة صعوبة التنفس).
• تجنب لبس العدسات اللاصقة تماما.
• استخدم الهواء داخل قميصك للتنفس ولكن لدقائق، لأن القميص سيتشبع بعد قليل بالغاز.

لعلاج حالات التعرض للغاز المسيل للدموع:

يجب عدم الارتباك أو الخوف أو القلق، حيث أن أضرار القنابل المسيلة للدموع وقتية ولا تدوم، والقلق والاضطراب يعمل على فتح مسام الجلد، مما يسمح للمزيد من المواد الكيماوية لدخول الجسم.

إبعاد المصاب عن المنطقة الملوثة بالغاز، مع مراعاة عدم لمس العين أو الأماكن المصابة لعدم إعادة التلوث إلى العين. كما يراعى ترك العينين مفتوحتين في الهواء، وعدم إغلاق العينين وفرد اليدين، حتى تتطاير آثار الغازات في الهواء ولا تتعلق بالجلد.

عند استنشاق الغاز عن طريق الفم أو الأنف، لابد من محاولة عدم ابتلاعها بقدر الإمكان عن طريق البصق من الفم والأنف.

عدم الوقوف مع اتجاه الريح المحمل بالغازات، وعدم دخول أماكن مغلقة، وعند تعدي مكان الغازات يجب التنفس ببطء.

غسل الوجه والجلد عامة بماء بارد والابتعاد عن الماء الساخن، كونه يعمل على تفتيح المسام وتسرب المواد الكيماوية للجسم.

أكثر مكان يتعلق به الغاز هو الشعر، لذلك لا تجعل المواد المسيلة تنتقل إلى عينيك عن طريق الاستحمام أو غسل الرأس، اغسل رأسك بطريقة لا تجعل الماء ينزل على وجهك أو عينك.

عدم استعمال العدسات اللاصقة إطلاقا، وإذا كنت ترتدي عدسات لاصقة وقت وجود الغاز فيجب خلعها، بشرط أن تكون اليدين نظيفة تماما من أي أثر للغاز.

يفضل استبدال الملابس الملوثة في أقرب فرصة لأن الغاز يلتصق بالملابس.

من الأفضل استخدام محلول معالجة الجفاف الخاص بالأطفال ووضعه على لتر من الماء والمضمضة به ويمكن غسل العين به، ولكن يكون الغسيل من الداخل الى الخارج وليس العكس بمعنى ان تجعل مياه المحلول تدخل العين أولا وتطرد على الخد، بعد ذلك ستؤلم في البداية ولكنها تطهر سريعا جدا عند غسل العينين بماء المحلول.

هل استعمال الغاز المسيل للدموع قانوني؟

استخدام الغاز المسيل للدموع أثناء الحرب ممنوع بموجب معاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية.

ومن المعروف أن بعض الدول التي لم توقع على تلك المعاهدة، عادة ما تبرر السلطات استخدام الغاز المسيل للدموع بأنه الوسيلة الوحيدة لتفادي استخدام روادع أكثر خطرا مثل الطلقات المطاطية والذخيرة الحية.

واخيرا فإن المفارقة هي أن المصابين يقولون إن العبوات الغازية التي استخدمتها قوات الأمن منتهية الصلاحية مما يجعلها سامة بدرجة أكبر، ولكن الخبراء يقولون إن المادة المولدة للغاز والتي انتهت مدة صلاحيتها تتحلل داخل العبوة وتصبح عديمة الجدوى .

د. وليد ابودهن

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار