(شو القصة) برنامج إنسانيّ اجتماعيّ تقدّمه الإعلاميّة اللبنانيّة رابعة_الزيات، عبر شاشة (لانا).

شاهدتُ حلقات عدّة منه، وتوقّفت عند الكثير من الفقرات والأسئلة والمحاور.

إقرأ: بشرى الخليل لرابعة الزيات: الإمام علي قال إعدامين للرجل الشاذ

أكثر ما جذبني حقًا جماليّة المقدّمات التي تطلق بها حلقات برنامجها، فتتحدّث عبرها عن قضايا ومواضيع وأزمات إنسانيّة وأخلاقيّة اجتماعية نختبرها في الحياةِ الواسعة.

رابعة مثقّفة وذكيّة بما يكفي، لتعي كيفية الوصول إلى شرائح مُختلفة من المجتمعيْن اللبنانيّ والسوريّ، فعرض إشكاليات مُتشابهة نواجهها، كما أي إنسانّ آخر.

عن الحبّ الذي نحتاجه، اللطف، الكلمات الحسنة التي تجمّل أوقاتنا، وبالمقلب الآخر النفاق، المظاهر الباذخة المتزّلفة، الخداع، الخيانة، الكراهيّة.

عن الإنسان الذي يسكن داخلنا، ونؤذيه دون إدراك، نحطّمه دون استئذان، لا نترك له فرصةَ النهوض أو التعبير، نهمّشه لصالح ما يريد المجتمع، أو لصالح مغريات الزمن التي نلهث راكضين خلفها دون نتيجة.

تطرح الزيات كافة ما نمر به، لتمرّر رسائل ونصائح مهمّة، قد تخترق لاوعينا، فتغيّر في تكوين شخصياتنا الكثير، وربما تفاجئ ضمائرنا فتخلق صحوةً وانقلابًا تدريجيًا في أحكامنا الاستباقيّة، ونظراتنا لأنفسنا والآخرين وللحياة بأجملها.

الإعلام رسالة، ليست قاعدة إنشائيّة استهلاكيّة، بل وجوديّة هامة لا يلتزم بها معظم العاملين في حقلِه.

رابعة استثناء، أو هم الاستثنائيون بخروجِهم عن خط القيّم والمبادئ والأخلاقيات، وكم من تطفلّهم ازدرأنا، ومن سلوكياتهم الشاذّة غير المهنية امتعضنا وقرفنا وعارضنا!

حتّى اليأس لا، فنحن لا نيأس، ونعي أننا نخوض معركةً جاهدة من أجل الحفاظِ على سموّ ورفعة وجوهر الإعلام، ورابعة سيّدة مُحاربة من الطرازِ الأرفع، تقدّم نموذجًا حسنًا يُشعرنا بالاعتزاز اللا متناهي، ومعها نثقُ أنّ الخير لا يزال نابضًا في الساحة، ومهنتنا مهما عانت التشوّهات، لن تصل حافة الانهيار.

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard



















منذ 4 سنوات







شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار