في الوقت الذي تعمل فيه بعض النساء في لبنان على إعطاء صورة حضارية عن المرأة اللبنانية المثقفة، الواعية وصاحبة المؤهلات العليا في أي مجال عملي تدخله، تطل رولا يموت وأمثالها على السوشيال ميديا ليقمن بأفعال شنيعة تتخطى كل حدود الأدب.

رولا يموت شبه عارية وفي الشوف
عارضة الأزياء اللبنانية رولا يموت

تتذرّع رولا يموت بعد نشرها لأي صورة جريئة بأننا في بلد منفتح وديمقراطي، لكنّها تبدو ضائعة بين مفهوم الحرية ومفهوم النذالة الأمر غير المقبول به لا في لبنان ولا في أي مجتمع في العالم. لا نسمح لا لـ رولا أو غيرها بتشويه سمعة الشابات اللبنانيات اللواتي تمتلكن كرامة عالية وأخلاق لا تهدّها إغراءات مالية وجسدية..

كنا من بين الذين يدافعون عن رولا يموت التي تعرّضت لاضطهادات عدة ولعذاب مستمر وصولاً إلى منعها من العمل وحرمانها من المصروف لكنها فجّرت كل الذل الذي عاشته بنفسها فاتخذت طريقاً لا يليق برولا المتعلمة والمثقفة وصاحبة الشهادات العليا. فأصبحت مادة أو سلعة تعرض جسدها على ملايين الأشخاص بهدف الشهرة والتغلب على كل من قهرها.

رولا يموت تخطت كل الحدود المسموح بها، رغم أننا ندعم فكرة التحرر للمرأة إلا أن صور رولا يموت التي عرضت فيها مؤخرتها بشكل معيب تخطت فكرة الانفتاح والحريات إلى أمور وقحة لا يتقبّلها عقل حضاري ومثقف.

ورغم كل الاساءات للمرأة اللبنانية التي قدّمتها رولا يموت ورغم كل الإيحاءات الجنسية التي بدت واضحة جداً، تفاجأت بإعلان وضعته رولا يموت على صفحتها على الانستغرام تؤكد على إحيائها لحفل في منطقة الشوف اللبنانية، وتساءلتُ أي فن ستقدمه رولا في تلك المنطقة وهي التي لا تمتلك صوتاً ولا حتى صورها على الانستغرام تؤهلها لإحياء حفلات راقية في منطقة الشوف أو غيرها من المناطق.

وكنت قرأت عن حادثة تمّ تأرخيها، في 10 كانون الثاني 1963، حيث تسببت رقصة (التويست) التي اشتهرت أنذاك، بأزمة حكومية لبنانية تزامنت مع وصول ملك التويست الفرنسي جوني هوليداي إلى بيروت لإحياء ثلاث حفلات في كازينو لبنان.

حيث قابل وزير الداخلية أنذاك الفيلسوف الشهيد كمال جنبلاط هذه الاحتفالات بإصداره قرار يقضي بمنع هوليداي من الغناء وبإبعاده عن الأراضي اللبنانية في مهلة 24 ساعة.

رقصة الـ Twist التي منعت في لبنان

الخطوة الجنبلاطية في تلك المرحلة سببت ردود فعل واسعة على الساحة السياسية اللبنانية، أهمها تهديد وزير السياحة آنذاك شارل حلو بالاستقالة في حال لم تتراجع وزارة الداخلية عن قرارها.

إلا أنّ المعلم الشهيد كمال جنبلاط لم يتراجع بل اعتصم في المختارة مهدداً بالاستقالة لتتضامن معه وزارة العدل معتبرة أنّ المغني الأجنبي يهدد الأخلاق والسلامة العامة.

كمال جنبلاط الرجل الفيلسوف والقائد الكبير كان يخاف على جيل الشباب الصاعد، أكان من حقه أنذاك أن يمنع رقصة التويست أم لا، لكنه كان يعطي الأمل بغد أفضل وبصعود جيل جديد لا يأبه للفن الهابط او للرقص الذي لا يليق بمستواه والذي لا يكون رقصاً تعبيرياً. أما اليوم فبتنا نرى مثلاً رولا يموت متأثرة بمغنيات الغرب فتعرض مؤخرتها وكل ما تريد من دون أي رقيب أو حسيب لا بل أنها أيضاً ستُحيي حفلاً في الشوف والدولة اللبنانية لا تُحاسبها ولا توقفها عند حدّها ولا يتحرك رمشق لقادة الشوف من آل جنبلاط.

لا يسعنا الا أن نقول الله يرحمك يا معلم فكم كنت تبني جيلاً صاعداً بأخلاق عالية وثقافة فيلسوفية.. ليتهم مثلك..

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار