المعلم كمال جنبلاط
المعلم كمال جنبلاط

في كتابه (فلسفة العقل المتخطي، فلسلفة التغيير الجدليات)، أجاب المعلم والفيلسوف كمال جنبلاط عن سؤالين حول التنبؤات والأفلاك. وقال:

التنبؤ خاصة من خاصيات الفكر، فعند تقوية هذه الخاصة بالإمكان معرفة ما قد يحدث.

لكن أيضاً هناك أخطاء ترتكبها هذه الخاصية، إذ لها محدودية، فهناك تأويل يكون خاطئاً.

لهذا السبب يكون الإنسان حذراً من التنبؤات.

والعقل حين يصبح شفافاً يصبح بإمكانه أن يدرك بعض الأشياء بنسبة معينة أو كبيرة، لكن الذين يدركون هذه الأشياء لا يتكلمون عنها، وحين يتكلمون عنها يضعونها ضمن رموز يصعب تأويلها، مثل نوستراداموس، لا نعرف ان نبؤاته تحققت معه إلا بعد أن تتحقق، لأنه وضعها ضمن رموز غريبة، وفي أحد كتبه قال:

“انني سأموت في الهند وأنا على المكتب وفي يدي القلم في السنة الفلانية”.

وقبل يوم من وفاته قال: “غداً ستأتون وترونني ميتا”.

وفعلاً في اليوم الثاني جاءوا ووجدوه ميتاً وفي الشكل الذي وصفه.

وهناك أبحاث في هذا الحقل إذ ليست كل التنبؤات تصح، لأن أصحابها لا يكون لديهم شفافية.

وحتى قراءة الأفكار لها محدودية، وهناك قسم من العقل لا يدخل ضمن قراءة الحدود بخاصة عندما يكون التفكير تجريدياً إلى حد معين، فيجب أن يكون التفكير ضمن صورة حسية، وفي مستوى معيّن.

كمال جنبلاط مع الملك الحسن الثاني في المغرب
كمال جنبلاط مع الملك الحسن الثاني في المغرب
  • عن العلاقة بين الأبراج والأشياء قال المعلم

“كل شيء مرتبط ببعضه، ولولا هذا الإرتباط لما كان هذا الإهتمام بالأبراج، فاليوم كل جريدة في أوروبا وأميركا تكتب عن الأبراج، وهناك أشياء تصح وأخرى لا تصح حسب الشخص الذي يعطي هذه النظرية ويؤولها.

ففي البرج المعين، وحالة القمر، تعطي مردوداً أكثر من بقية الأيام، وأخذوا هذه القاعدة في بعض المزارع الزراعية فتحسن الإنتاج، ونحن لا نستطيع أن نفسر هذه الأشياء علمياً.

وعندنا إذا قطعنا (الحوار) في غير نقصة القمر (نقصة شباط). يصيبه السوس، والكوسا يزرع في يوم ملآن، هذا اختبار المزارع الذي تكرر لآلاف السنين. وهناك كتاب مدهش لعالم فرنسي يتحدث عن نظرية الأدوار، يظهر أن كل شيء مرتبط ببعضه في النهاية لكن لماذا هذا التأثير لدروة الأفلاك؟ لا نعرف.

فعندما يكون هناك كلف على الشمس تزداد الأمراض على وجه الأرض، ويزداد الموت الفجائي، وهذه الأشياء أصبحت علمية.

فالإنسان هو أكبر رأسمال وأفضل كائن في الوجود، فيجب أن لا يعامل معاملة غير بصيرة وأن لا نأخذ بمغريات التقدّم الصناعي والحضاري التي تكون بالنهاية خطرة على هذا الإنسان، والتي بدأنا ندرك خطرها. فإذا ما انقرض الإنسان، فبماذا يفيد التقدم؟

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار