لم نعد نتفاجأ من المسلسلات اللبنانية المسروقة عن المسلسلات التركية، التي تلاقي نجاحاً كبيراً قي لبنان والدول العربية، ويفضل المنتجون الاعتماد على مسلسل “كسّر الأرض” ويطلب من الكاتب/ة سرقة والقصة وترجمتها الى اللهجة اللبنانية وبذلك يتحكّمون بسعر الكاتب مع إنتاج ضئيل مقابل نسبة مشاهدة عالية جداً، وبالتالي يحققون أرباحاً مضاعفة، خصوصاً وأن اللبنانيين يبحثون عن ما يسلّيهم بعيداً عن الأوضاع السياسية المخيفة.
مسلسل (٥٠ الف) مسروق من المسلسل التركي (حب للايجار)، الأمر الذي دفعنا إلى مشاهدة حلقات من المسلسل باللهجة اللبنانية لمعرفة ما إذا كان يستحق كل الترويج له إلا أننا لم نجد شيئاً جديداً ولا فكرة مبتكرة وحتى أنه بعيد كل البعد عن المسلسل الأصلي من حيث الإنتاج وإبداع الإخراج ومشاهد Master Scene واحد مثلاً.
لكن لا يمكننا إلا أن ننوّه بدور النجم طوني عيسى الذي يقدّم الكوميديا للمرة الأولى، ونجح بها حتى الآن، ولا نعلم إن كنا سنتقبله مع تقدّم الحلقات. أما النجمة اللبنانية داليدا خليل فأيضاً تتقمص شخصية الفتاة الطائشة “وعقد نيّاتها”.
وفي مسلسل (٥٠ الف) لفت انتباهي الممثل اللبناني عماد فغالي، الذي عرفته بأدوار عادية، وأقل من المستوى، وللأمانة لا أتذكر أي مسلسل شارك به. لكن في (٥٠ الف) فقد تجرأ عماد فغالي وقدّم دوراً مركّباً وصعباً فجسّد دور الشاب الشاذ وأبدع به خصوصاً وأن شخصية عماد الحقيقية مختلفة تماماً عن الشذوذ أو الدور الذي يلعبه في المسلسل المسروق.
دور الشاذ او ال Gay ليس سهلاً بل يتطلب جهداً كبيراً وتمارين مكثّفة ودراسة للغة جسد لهؤلاء الناس، بالإضافة إلى طريقة نطقهم للكلمات وتصرّفاتهم تجاه كل أنواع البشر.
برافو عماد فغالي فقد أثبت لنا أنك ممثل جريء ومجتهد وطموح..
سارة العسراوي – بيروت