مع اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024، تتزايد التوقعات حول ما قد تحمله ولاية ثانية للرئيس السابق دونالد ترامب على المستوى العالمي، خاصةً فيما يتعلق بالشرق الأوسط ومستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة. الصحفي مهدي حسن، المعروف بمواقفه الحادة وتحليلاته العميقة، يرى أن الرهانات لم تكن أكبر من ذلك من قبل، حيث يشير إلى أن فوز ترامب في الانتخابات القادمة قد يكون له تأثيرات واسعة النطاق على السياسة الأمريكية والعالمية.
الحرب الاسرائيلية على لبنان هل تسبب زلزالًا مدمرًا؟
في مقابلة حديثة على قناو تي ار تي، أوضح مهدي حسن أن ولاية ثانية لترامب قد تؤدي إلى تصعيد خطير في الصراعات في الشرق الأوسط، خاصة في غزة والضفة الغربية. ويعتقد حسن أن حلفاء ترامب المؤثرين، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمانحة الرئيسية ميريام أديلسون، قد يستغلون الإدارة الجديدة لدعم سياسات أكثر تطرفًا، بما في ذلك ضم الأراضي الفلسطينية وربما التصعيد العسكري الذي قد يمتد ليشمل إيران.
قبول استقالة مدير الأخبار بقنوات MBC
يشير حسن إلى تأثير شبكة علاقات ترامب في تشكيل سياساته الخارجية، حيث كانت اتفاقيات التطبيع المعروفة بـ”اتفاقيات أبراهام” مثالاً على ذلك، والتي ركزت على بناء تحالفات بين إسرائيل وبعض الدول العربية بينما تم تجاهل المطالب الفلسطينية. وتحت ولاية جديدة لترامب، يحذر حسن من أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها في قلب صراع إقليمي أكبر.
أما على الصعيد المحلي، فيرى حسن أن ترامب يعتمد بشكل كبير على ما يعرف بـ”حروب الثقافة” التي اجتاحت السياسة الأمريكية. يوجه ترامب خطابه نحو إثارة المخاوف بين مؤيديه حول المهاجرين والليبراليين، مما يصرف الانتباه عن قضايا أساسية مثل الرعاية الصحية وعدم المساواة الاقتصادية. ويعتقد حسن أن الحزب الجمهوري يعول على تأجيج هذه الانقسامات للحفاظ على تأييد قاعدته، رغم أن العديد من سياساتهم لا تصب في مصلحة الناخبين من الطبقة العاملة.
يعتبر حسن أن هذه “الحروب الثقافية” تشكل استراتيجيات لتوسيع نفوذ ترامب وتعزيز سلطته، حتى لو كانت على حساب القيم الديمقراطية. ويرى أن جاذبية ترامب كـ”قائد قوي” تخفي وراءها رغبة شعبوية نحو حكم أكثر استبدادية، مما قد يكون تهديدًا للديمقراطية الأمريكية ذاتها.
بالنسبة لأولئك الذين ينتقدون إدارة الرئيس الحالي جو بايدن لفشلها في معالجة القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، خاصة الوضع في غزة، يوافق حسن على بعض الانتقادات. فقد انتقد علنًا تحالف الديمقراطيين مع السياسات المؤيدة لإسرائيل. ومع ذلك، يشير إلى أن الديمقراطيين يمثلون منصة للنشاط التقدمي، وهو ما قد يصبح مستحيلًا تحت حكم ترامب. ففي ظل قيادة ترامب، يخشى حسن من قمع هذه المنصات التي تمكّن مناقشة قضايا حقوق الإنسان.
مساري يفقد شخصين من أسرته في لبنان!
يرى حسن أن هذه الانتخابات ستحدد ليس فقط مستقبل الديمقراطية الأمريكية، بل أيضًا ملامح السياسة العالمية. ففي حالة فوز ترامب، يتوقع حسن أن تنسحب الولايات المتحدة إلى سياسات انعزالية وشعبوية، مما قد يضر بشكل كبير بمناطق مثل الشرق الأوسط حيث كان للنفوذ الأمريكي تأثيرات حاسمة.
يقدم حسن منظورًا واقعيًا للقراء، مذكرًا بأن انتخابات 2024 ليست مجرد تصويت على السياسات؛ بل هي قرار حول اتجاه أمريكا القادم على الساحة الدولية وداخل حدودها.