كاريس_بشار، ممثلة سوريّة تمتلك أرشيفًا غنيًّا بالدراما السوريّة.
ليست مبتدئة فارغة بل تملك رصيدًا كبيرًا وليس كما بضعة متسلقات يغترن إنّ حقّقن نجاحًا واحدًا فقط، أو شممن رائحته كجائعات ظهور!
إقرأ: كاريس بشار أجرت عمليتيْن تجميلتيْن ولم تكذب!
شاهدتُها بلقاءٍ سريع مع المذيعة سارة دندراوي عبر قناة (العربية)، والتي طرحت على كاريس ٢٥ سؤالًا سريعًا عن مهنتها وحياتها الشخصيّة، التي تجيد إبعادها عن الأضواء منذ انطلاقتها.
تابعتُ اللقاء مبتسمًا رغم المرارة التي تفطر قلوبنا، جراء الأزمات المتعاقبة التي نعانيها في لبنان منذ أكثر من سنةٍ، وكلّ يوم تزداد تعقيدًا ونزداد معها حزنًا وألمًا!
كاريس أكثر من تواضع برأيي بين نجمات الشرق.
أكثر من أشعرني أنّه يلغي أناه العليا، ويبعد نفسه عن الـ(EGO) التي نتصارع معها باستمرار.
أكثر من لم تلوّث الشهرة كيانها الإنسانيّ، فتفوّقت بكيفية السيطرة عليها، وإبعاد تأثيراتها السلبيّة عن حياتها.
كاريس تقول لسارة: (لا يمكنني القول أنّني نجمة صف أول في سوريا، هذا الموضوع يعود للجمهور، ربما).
بعد أعمال لسنوات وعقود، ترفض كاريس أن تقرّ بنجاحها المُستحق، لكي لا تُتهم بالغرور بل بتقدير الذات!
بإجابة عن سؤال النجمة الأولى في سوريا، لا تقول: أنا بل أمل_عرفة!
ومن يجرأ اليوم بين نجومنا على الاعتراف هذا: ذاك الأول لا أنا؟!
عن (السوشيال ميديا) برصانةٍ وقامة ممتلئة بالكرامة تعقّب: (أستخدم تلك المواقع لأرسل بعض الأفكار للجمهور، ولدي تحفظات حول طرق استخدام البعض لها، لكنّني وبأي لحظة يمكنني إلغاءها من حياتي).
هذا الوقار الرفيع يلفتنا بنجمةٍ بنتْ مسيرةً فنيّة ناجحة لأكثر من عقديْن ونصف من الزمن، أما عن العمر فتعلّق بثقةِ سيدةٍ صوفيّة: (العمر مجرد أرقام، وأحبّ تلك الأرقام عندما تكبر، لنصبح عبرها أثقل وأوعى وأنضج).
كاريس أجمل الجميلات، تعلن دائمًا عن عمرها الذي يبلغ الآن خمسة وأربعين.
يزداد إعجابي بها عندما ترد على سؤالٍ حول رغبتها في الزواج: (لا أريد الزواج لا الآن ولا المستقبل، أصلًا كبرت عليه، وشخصيتي بتكوينها تفضّل أن تبقى وحيدة دون رجل).
كاريس ٤٥ عامًا، فقط، سيّدة شابة تشعّ جمالًا وأنوثةً، ترى نفسها أكبر من أنّ تتزوج!
أكبر؟
نعم كاريس أكبر نُضجًا وقناعةً، من معظم السيدات اللاتي يحلمنّ أنّ يصغرنّ قليلًا ليتزوجنّ أو يرضيّن الرجل فيصغرنّ فكرًا، وكأنّ أعمارهنّ عارٌ مسجّل على الجبين!
أما الإجابة التي أدهشتني بحجم صراحة صاحبتها وتصالحها مع الذات: (المنتجون لا يطلبونني في الأعمال الدراميّة اللبنانيّة – السورية المشتركة)، ثم ابتسمتْ بهدوءٍ!
كاريس النجمة اللامعة المحبوبة في وطنها، لا تجد حرجًا بقول الحقيقة التي نستغربها، ولا تهاجم لأجلها نجمات أخريات يحظين بفرصة تواجد بتلك الأعمال!
هل تدرس كاريس علم الصوفيّة أو تمارسه في حياتها؟
هكذا إذًا مرّ اللقاء سريعًا سلسًا جميلًا هادئًا، يشرح لنا تفاصيل شخصيّة الممثلة السورية الكبيرة، المتزنة، على الصعيد الإنسانيّ، بما تتضمّنه من صفات وأخلاق نبيلة.
عبدالله بعلبكي – بيروت