اعتدنا على كتابات النجمة اللبنانية كارين رزق الله التي تحاكي الواقع اللبناني بمرارته وحلوه، ومرّة لم يطرح أي مسلسل قضية شهداء الجيش اللبناني، بل فعلتها هذه السنة كارين من خلال مسلسلها (ومشيت).
بدأت الحلقة الأولى من (ومشيت) بتحية للمؤسسة العسكرية اللبنانية، التي تحمي كل المواطنين دون أي تفرقة، ويخاطر عناصر من الجيش اللبناني بحياتهم كي يحمونا من الغدر والإرهاب، ويحاربون بدمائهم ليبقى لبنان شامخاً.
من خلال الممثلة اللبنانية القديرة رندة كعدي، نقلت إلينا كارين رزق الله معاناة أهل الشهداء في لبنان، الذين فقدوا أولادهم بلحظة وخصوصاً الأمهات. رندة كعدي تجسد دور والدة الشهيد، التي لا تزال مهووسة بأن ابنها لا يزال حياً فتحكي معه وتحدّثه، وتحدّث الناس عنه وعن مزاياه.
أمهات الشهداء حتماً سيشاهدون (ومشيت) المسلسل الوحيد الذي ألقى الضوء على حرقة دماء الأمهات اللواتي ربّت أبطالاً استشهدوا بكرامة ليبقى الوطن.
الحلقة الأولى من (ومشيت) مشوّقة وغامضة في آن، بل تحفّزنا على متابعة الحلقة الثانية، على أمل أن يبقى المسلسلُ محافظاً على مستواه، وأن لا يتلقى عدداً كبيراً من الإنتقادات كما حصل في مسلسل (لأخر نفس) لأنها طرحت قضية خيانة المرأة للرجل في مجتمع شرقي.
لم تتحدّث كارين رزق الله بنصّها عن أمهات الشهداء في الجيش اللبناني فقط، بل أيضاً نقلت صورة باطنية عن المسؤولين في لبنان، وكيف يتهرّبون من شعبهم ويشمئزون منهم، وهذا المشهد رأيناه في (ومشيت) من خلال الممثل اللبناني أسعد رشدان، الذي يجسد دور وزير فيتهرّب من أم الشهيد رندة كعدي الفقيرة ويرفض إلقاء السلام عليها.
(ومشيت) من بطولة كارين رزق الله، بديع أبو شقرا، رندة كعدي، بياريت قطريب، مي سحاب، شربل زيادة وأسعد رشدان، ومن تأليف كارين نفسها وإخراج شارل شلالا.
سارة العسراوي – بيروت