العديد من الزلازل والهزات الأرضية وقعت في لبنان على مر السنين، وتسبب بعضها بأضرار جسيمة.
من الزلازل التي وقعت في بيروت تاريخياً، يمكن ذكر الزلزال الذي وقع في عام 551 ميلاديًا وأحدث دمارًا واسع النطاق في بيروت والمناطق المجاورة لها.
كما وقع زلزال آخر في عام 1759 ميلاديًا وأحدث أضرارًا كبيرة في بيروت وأماكن أخرى في لبنان. وفي العام 1956، تعرض لبنان لزلزال قوي بلغت شدته 7.5 درجات على مقياس ريختر، ولم تكن بيروت المنطقة الوحيدة المتضررة في ذلك الوقت.
ووقعت عدة هزات أرضية وزلازل صغيرة ومتوسطة في بيروت على مر السنين، ولكن لم يتم تسجيلها جميعها.
يعود تاريخ بيروت إلى أكثر من 5000 عام. تدل أعمال الحفريات الأثرية في وسط بيروت على تنوع الحضارات التي مرت على المدينة، إذ عُثر على طبقات متعددة من الآثار الفينيقية والهيلينية والرومانية والعربية والعثمانية التي تبعد عن بعضها بمسافة ضئيلة.
بيروت من أقدم المدن على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ومن أولى المدن في العالم القديم.
يعود تاريخ تخطيطها إلى أقدم القرون، وكانت رقعة بيروت تضيق وتتسع باختلاف الدول التي مرت عليها من زمن لآخر.
الكنعانيون استوطنوا الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ثم نمت تلك القبائل وتفرقت واتخذت لها المستعمرات على طول الساحل، وصارت كل منها شبه مملكة صغيرة مستقلة بالحكم والتدبير عن سواها. وأشهر هذه الممالك، مملكة أرواد ومملكة جبيل ومملكة بيروت ومملكة صيدون ومملكة صور.
كانت بيروت ميناءً متواضعاً حيث كانت جبيل هي المدينة الهامة.
اعتبر الكنعانيون بيروت مدينة مقدسة، ومكرسة لعبادة {بعل بريت}، حيث كان أهل بيروت يدينون بالوثنية.
يذكر صالح بن يحيى أن بيروت مدينة قديمة جدًا يستدل على قدمها بعتق سورها، ومع عتقه فهو محدث عليها، استخدموه الأولين من خرايب كانت مقدمة أقدم منه بمدد كثيرة لأننا نجد في السور المذكور قواعد من الرخام وأعمدة كثيرة من الحجر المانع، الذي قد تعب عليها الأولين في عملها وجلبها، وأنفقوا عليها أموالهم، فدل ذلك على أنها من خرايب قديمة، كانت عظيمة البناء، جليلة المقدار، فاستهانوها الذين جاؤوا بعدهم وجعلوها في السور المذكور مكان الحجارة التي لا قيمة لاستغنائهم عنها بكثرة أمثالها، ودل ذلك على أن العماير الأولى كانت أعظم من الثانية}، ثم يردف قائلاً: {ومما يستدل على قدم بيروت، من قدم صيدا وصور بالمجاورة لها، يقال إن صيدا مدينة عمرت بعد الطوفان. وقد أدى تعدد الممالك الساحلية إلى قيام التنافس والحروب فيما بينها، وقد سعى الصيدونيون أكثر من مرة إلى قهر سلطة أهل بيروت واستعبادهم فردهم البيروتيون خاسرين}. وكان الخطر الكبير على مدينة بيروت وحكومات المدن الساحلية، من جانب الدول الكبرى التي كانت تحاول السيطرة عليها، بدءاً بمصر الفرعونية، مروراً بالآشوريين