منذ الـ 2011 وأنا أتابع المعارضين والموالين من نجوم سوريا. وأتابع خطاباتهم السياسية، وكيف يعبّرون، وما هو مستواهم المعرفي السياسي، وكيف يمكنهم أن يكونوا ديمقراطيين في الخطاب وهم لم يعيشوا في مناخ ديمقراطي طالما أن النظام السوري نظام عسكري مخابرتي.

وهل يستطيع الفنان أن يرتفع فوق مستوى الشبهات والعادات والمناخ؟ بل هل يستطيع أن ينسلخ عن الرحم الإجتماعي البيئي الذي تربى فيه، بعد رحم أمه؟

وهل يستطيع الفنان أن يكون واعياً ويملك مخزوناً من الأخلاق ما يساوي إبداعه؟

وكيف يتحدث الفنان في السياسة موالياً كان أو مناوئاً أي معادياً؟

لن أذكر إلا نماذج قليلة من أسماء لنجوم هم الذين لفتوني، وعلى رأسهم الممثلة السورية سلاف فواخرجي، الموالية للنظام السوري، والتي مرّة لم تستخدم عبارات الشتيمة، أو حتى أنها لم توظف صوتها أو نبرتها بقلة أدب، حين دافعت عن بلادها وحين هاجمت المعارضين.

كندا علوش وجمال سليمان لو أن المعارضين مثلهما
النجوم السوريون كندة علوش جمال سليمان رغدة سلاف فواخرجي وأصالة

بينما لم توفر أصالة نصري أي من مفردات الشتيمة حين أعلنت عن معارضتها، وهذا إن أردنا اعتباره هجاءً وإذا دخلنا في حيل الأدب العربي، سأعتبره مقبولاً رغم الشخصنة في الطرح، لكن أصالة تمادت لتقفز فوق الهجاء، ولتدخل في صراعات شخصية مقيتة مع كل من لا يوافقها الرأي، من غير السوريين، وشتمت كل من لا ينصاع لرغباتها وكنت أول ضحاياها.

جمال سليمان المعارض العنيد، الذي أعلن موقفه بشجاعة خلوقة (لا يمكن أن تكون الشجاعة غير خلوقة وإلا صارت تهوراً أرعن) ومرة لم يشتم أو يسب أو يلعن، وهو مرة لم يعتدِ على من يخالفه الرأي، وحافظ على مسافة تؤشر إلى حكمته، وفهمِه، لكنْهِ المعارضة، ولذا لم يغرق في شبر انفعالاته، كما فعلت الممثلة السورية المصرية، رغدة الموالية التي كانت عاطفية، بل انفعالية يورطها خوفها على بلدها لشدة وعيها السياسي ذلك أنها ومنذ أول طلقة رصاص كانت فاهمة أن ما يحدث في سوريا ليس ثورة، بل حقداً منظماً، مستثمراً من الجهات الدولية، التي تعمل على تعديل خارطة المشرق العربي وبالتالي الشرق الأوسط كله تقريباً.

ومن الخلوقات جداً والمعارضات الهادئات، كانت ولا تزال الممثلة السورية المصرية كندة علوش، الواضحة في موقفها، لكنها تفهم جيداً أنها تعترض على حكم مخابراتي عسكري ديكتاتوري ما يعني أنه لا يمكنها أن تكون مثل من تعترض عليهم يعني لا يمكن أن تكون ديكتاتورية حين تطرح رأيها، وفهمت منذ البداية ميثاق ومبادئ المعارضة، فلم تشتم ولم تناصب معارضيها العداء، ولم تحول الأمر إلى شخصي، ولم تتناول الناس بالأسماء، فقط تعاطفت كندة علوش مع المقهورين وطالبت بسوريا علمانية دون أن تغرق في العصبية وهوس المعارضة. وهذا يؤشر إلى فهمها في السياسة وإلى أخلاقيات عالية آتية من سلوكياتها وعمقها تماماً كجمال سليمان.

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار