تشكل الجسيمات الشبيهة بفيروس «كورونا المستجد»، والمعروفة باسم (CoVLP)، والتي يتم إنتاجها في النباتات، جنبا إلى جنب مع مادة مساعدة، تعرف تجاريا باسم (AS03)، لقاحا مرشحا للوقاية من «كوفيد – 19»، وفقاً لدراسة نشرت في 4 مايو (أيار) بدورية «نيوإنغلاند جورنال أوف ميدسين».
والجسيمات الشبيهة بالفيروس غير معدية لعدم احتوائها على مادة وراثية فيروسية، وهي تقنية تعمل عليها شركة الأدوية البريطانية «غلاكسو سميث كلاين»، بالتعاون مع شركة «مديكاغو» الكندية، ويتم إنتاجها عن طريق تكوين بكتيريا مهندسة مع جينات الفيروس، وزرعها في عشبة التبغ الأسترالية «بنثاميانا» حيث تمتص العشبة بكتيريا المواد المستخرجة والمشتقة من الفيروس، وتنتج في أوراقها جسيمات شبيهة بالفيروس، يتم حصدها واستخدامها كلقاح مخصص للإعطاء عن طريق الحقن العضلي.
وخلال الدراسة أجرت كارين جيه، من شركة «مديكاغو» في مدينة كيبيك بكندا وزملاؤها، تجربة المرحلة الثالثة لاستخدام لقاح الجسيمات الشبيهة بالفيروس، المنتج في النبات، في 85 مركزاً يضم أكثر من 24 ألف بالغاً تم تعيينهم عشوائياً لتلقي حقنتين عضليتين خلال 21 يوما من اللقاح مع المادة المساعدة (AS03)، أو الدواء الوهمي.
أظهرت النتائج فعالية اللقاح بنسبة 69.5 في المائة ضد أي أعراض لـ«كوفيد – 19» تسببها خمسة متغيرات، وكانت النتائج أقوى من حيث الفعالية ضد الأمراض المتوسطة إلى الشديدة 78.8 و74.0، ولم تكن هناك حالات خطيرة لـ«كوفيد – 19»، وكان متوسط الحمل الفيروسي لحالات الاختراق (إصابة بالفيروس رغم الحصول على اللقاح) أقل بأكثر من 100 ضعف في مجموعة اللقاح مقابل مجموعة الدواء الوهمي.
ويشكل هذا اللقاح حال حصوله على الموافقات التنظيمية إضافة جديدة إلى اللقاحات المتوفرة حاليا، حيث يوجد حاليا 31 لقاحا يستخدم بموافقة من قبل السلطات التنظيمية الوطنية أو بموجب قائمة استخدام الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية، وهناك أكثر من 300 لقاح قيد التطوير.
وعلى عكس هذا الوقت من العام الماضي، فإن المعروض العالمي من اللقاحات يلبي الطلب الآن، ومع ذلك، يرى الباحثون أصحاب الدراسة الجديدة أن «ظهور المتغيرات من الفيروس التي يمكن أن تتجنب الحماية من اللقاح يدعم ضرورة أن تكون هناك مجموعة واسعة من منصات لقاح، فقد تكون استراتيجيات المزج بين أكثر من لقاح مفيدة في حملات التعزيز المستقبلية، وقد تكون اللقاحات التي لا تتطلب تخزينا متخصصاً في سلسلة التبريد، مثل لقاح الجسيمات الشبيهة بفيروس كورونا المستجد (CoVLP) مفيدة في الأماكن محدودة الموارد».
ويقول الباحثون في دراستهم «يجب أن نبقى رشيقين في ضبط أفضل استخدام للقاحات كوفيد – 19 لتحقيق أكبر تأثير على الصحة العامة العالمية». وأضافوا «مع توفر المزيد من منصات اللقاح، يمكننا تحسين عملية اتخاذ القرار فيما يتعلق باختيار اللقاح، نظرا لأن منصات اللقاح المختلفة قد تكون أكثر ملاءمة لفئات عمرية معينة، أو مجموعات سكانية فرعية معينة (على سبيل المثال، أولئك الذين يعانون من ضعف المناعة أو حالات طبية أخرى)، والحوامل».
المصدر: الشرق الاوسط