الرداء الأبيض رمزٌ للعاملين في المجال الطبي والمخبري، والأطباء بشكل خاص، ويختلف عن الرداء الخاص المستخدم في العمليات الجراحية الذي تتراوح ألوانه بين الأخضر والأزرق.
يرتدي حوالي 72% من الأطباء في المستشفيات أو طلاب الكليات المخبرية والطبية المراويل البيضاء معظم وقتهم، في حين يختلف الأمر بالنسبة لأطباء الأطفال والأطباء النفسيين، فهم يعملون على زيادة العلاقة والروابط مع المرضى من أجل خلق راحة نفسية بشكل أكبر، لذلك يبتعدون عن ارتداء مثل هذه المعاطف.
في العصور السابقة، كان يرتدي الأطباء الروب الطبي، بلون أسود، لقد كان هذا الأمر جيدًا في إخفاء آثار الدماء والبقع، وهي تجعلنا لا نشاهد هذه الدماء المريعة للبعض، لكن بمرور الوقت، تغير استخدام الأطباء للمعطف، واستخدموا اللون الأبيض عوضًا عن الأسود.
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ استخدام المعاطف البيضاء، بدلًا من السوداء، ويظهر ذلك التغيير في اللباس في اثنين من لوحات توماس إيكنز، الذي يُصور في إحدى الصور غرفة عمليات لأطباء يرتدون معاطف سوداء أو داكنة وذلك في العام 1875.
أما في اللوحة الأخرى، فيُصور غرفة عمليات أيضًا يرتدي الأطباء بها معاطف بيضاء في العام 1889. وأصبح اللون الأبيض لمعطف الطبيب دليلًا على النظافة ورمزًا للوجه الجديد للطب، كما أنه لون يبعث على الطمأنينة في نفوس المرضى.
لم يأتِ اختيار اللون الأبيض لرداء الأطباء عن طريق الصدفة وإنّما لسبب وجيه ومدروس. ورداء الطّبيب الأبيض وجد عمومًا ليكون بمثابةِ حاجزٍ مهنيٍّ رمزي بين الطبيب ومريضه. كما أنّ له العديد من الفوائد ومن أهمّها:
- اللون الأبيض يرمز للنقاء والخير، ويوحي بالسّلام، وهو شائع الاستخدام كذلك في صناعة أردية رجال الدين رفيعي المستوى والقديسين للدلالة على علوّ المنزلة وطهارتها.
- لرّداء الأبيض المرتّب يوحي كذلك بالنّظافة.
- يفيد ارتداء الروب الأبيض لتمييز الطّبيب في المراكز الصحّية والمستشفيات عن المرضى، ومرافقي المرضى، والطاقم التمريضي.
وبالإضافة إلى كونه يشعر المرضى بالارتياح والأمان تجاه طبيبهم، فهو يهدف أيضًا لحماية ملابس الطبيب من الاتساخ بملوّثات الوسط المحيط ومفرزات المرضى.
الجيوب الواسعة المرفقة بالرّوب تسهل حمل معدّات الطّبيب وأغراضه كالسّماعة، ميزان الحرارة، دفتر الملاحظات، هاتفه المحمول وغيرها.
يفيد ارتداء الرّوب في الحفاظ على درجة حرارة الجسم في ظلّ البيئة الباردة للمستشفى.
وعلى الرّغم من جميع هذه الفوائد، ونظرًا لأنّ هذا الرّداء أصبح رمزًا متعارف عليه للطبيب، ونظرًا أيضًا لأن بعض النّاس (خاصّة الأطفال ومرضى الإضطرابات النّفسيّة) يخافون من زيارة الطّبيب؛ يفضّل بعض الأطباء عدم ارتدائه كي لا يؤثّر سلبًا على تجاوب المرضى معه.
د. وليد ابودهن