يختلف الزمان، لكن لا تختلف المعايير الإنسانية، الصادق يبقى صادقًا، الكاذب يزداد كذبًا، وكلٌ يعبر عن أخلاقه وتربيته وقدرته على محاربة الحياة البائسة دون أن يتغير جلده.
فنيًا، من كان يعيش في التسعينيات يقف مذهولًا هذا العام أمام كلّ التقلبات التي طرأت على الساحة، هو الذي كان يتمنى تهنئةً ما من النجمة نوال الزغبي لشمس الغنية نجوى كرم على عملٍ، أو حضور إحداهما لحفل إطلاق ألبوم ما للأخرى، يصيبه الذهول اليوم أمام شدّة مغازلاتهما لبعضهما، ودعمهما المفاجئ لإصدارات بعضهما، بصرف النظر عن إستحقاقهما ونوعية الخيارات الموسيقية، غير مسيرتهما الفنية الطويلة.
تقف النجمتان إليسا ونانسي عجرم بعيدًا عن هذه الأجواء، لا تحضران حفل إطلاق الزغبي لألبومها مثلًا، ولا تغردان بإستمرارٍ عبر إستخدام التشابيه والإستعارات العاطفية التي تخلو من الطاقة التي تشدك لتصديقها، لتكتفيا بأرقامهما التي تصنفهما بعيدًا تمامًا عن كلّ من الزغبي وكرم وغيرهما.
أما هيفاء وهبي والتي إنطلقت كصاروخ فني وقلبت الساحة في بداية التسعينات من القرن الماضي، فتأخذ مكانًا مختلفًا اليوم، هي مثل نوال الزغبي ونجوى كرم تمامًا لم تعد براقة في الغناء، لكنها أقله وجدت نفسها في التمثيل، وتفوقت واحتلت مراتب جيدة في الدراما.
وهبي كعجرم وإليسا، لا تشارك النجمتين القديمتين لبعضهما تلك العواطف المحسوبة أو الناتجة عن كيد، فهي أيضًا لم تغرّد لتبارك أو تثني على إطلالة الزغبي مثلًا، وفضّلت الصمت ومتابعة ما يجري بهدوء، لتوهب تجارتها الجديدة في بيع الثياب كامل الوقت.
تقف وهبي في الوسط تقريبًا بين النجمات الأربع، لا تجامل ولا تنجح، ليست أولى ولم تعد ضمن المعادلة جماهيريًا، لأنها لم تعد ضمن تصنيف محدد.
أو أن هيفاء ناقمة على زميلاتها، بعد تعبيرها عن غضبها بالفترة الأخيرة من تجاهلهنّ تهنئتها على إنخراطها في عالم الملابس، وتأسيسها لماركتها الجديدة؟
عبدالله بعلبكي – بيروت