قد يتساءل البعض: لماذا اعيد الآن الحديث عن كل تلك الحوادث التي قامت بها شيرين عبد الوهاب؟
في الواقع، سلسلة الحوادث الأخيرة والأخبار المثيرة حول شيرين دفعتني للتفكير في سلوكها ودراسة تاريخها، كما أثارني الفضول لأتعرف أكثر على الأسباب التي تجعلها دائمًا محط الأنظار والإثارة.
إحدى الحوادث التي أثارت فضول كانت في برنامج “ذا فويس”، حيث قامت شيرين بتصرف غير متوقع عندما استخدمت حذاءها للضغط على زر “نعم” كتعبير عن دعمها لأحد المتسابقين. لكن هنا يطرح السؤال نفسه: لماذا اختارت استخدام حذائها في هذا الموقف؟
اقرأ: شيرين تطرح جديدها وروتانا تحذفه!
نحن جميعًا نعلم أن الحذاء معروف كرمز للإهانة أو الازدراء، وليس كوسيلة للتعبير عن الدعم.
إذا عدنا بالذاكرة، نجد حادثتين تُظهران هذه الرمزيات بوضوح. الأولى عندما غضب الملحن المصري الكبير بليغ حمدي أثناء مقابلة تلفزيونية قلل فيها أحد المذيعين من شأن الموسيقار العظيم محمد القصبجي.
رد فعل بليغ لم يكن عاديًا، إذ رمى حذاءه على التلفاز كتعبير قوي عن رفضه للاستهانة بفنان بحجم القصبجي. ورغم غرابة الموقف، إلا أن البعض اعتبره دفاعًا عن الكرامة الفنية.
أما الحادثة الثانية فهي تلك التي وقعت مع الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي ألقى حذاءه على الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال مؤتمر صحفي. لم يكن هذا الفعل مجرد رمي حذاء، بل كان تعبيرًا جريئًا عن الغضب الشعبي تجاه سياسات بوش في العراق، ورآها الكثيرون موقفًا شجاعًا أظهر مدى الكراهية والرفض لتلك السياسات.
اقرأ: شيرين: نفسي أدخل سجن النساء وهنزل الأغاني على البوتوجاز!
وفي حالة شيرين، فإن استخدامها الحذاء للتعبير عن الفرح كان غريبًا وغير مفهوم. بدلاً من أن يستقبله الجمهور بإيجابية، وُجه تصرفها بالسخرية والاستهجان.
حادثة أخرى أثارت الجدل حول شيرين. في إحدى المرات، تحدثت بشكل مسيء عن نهر النيل، رمز الحياة في مصر، البلد الذي يحلم الناس من جميع أنحاء العالم بزيارته. مصر، التي تحتضن واحدة من أقدم الحضارات في التاريخ، التي تمتد لآلاف السنين، قدّمت للبشرية إنجازات عظيمة لا تزال آثارها تدهش العالم حتى اليوم.
كما أنها في مناسبة أخرى، خلال حفل موسيقي، عندما واجهت مشكلة تقنية على المسرح، قالت ساخرًة: “إحنا فين؟ إحنا في العراق؟”، وكأنها تلمح إلى أن العراق بلد غير متطور.
يبدو أن شيرين لا تدرك أن العراق هو مهد الحضارات وأقدم الثقافات في العالم، البلد الذي قدم للبشرية الكتابة وأسس القوانين مثل قوانين حمورابي، ولا يزال يخرج من بين صفوفه بعضًا من أكثر العقول المتعلمة في العالم العربي.
من وجهة نظر شخص عادي يستمع إلى شيرين عبد الوهاب ويشاهد تصرفاتها لكن لا يعرف تفاصيل حياتها الشخصية أو حجم الألم والتحديات التي مرت بها مثل نضال الأحمدية، أو مثل مجلة الجرس التي دائمًا ما تدافع عنها في كل مناسبة، يمكن القول إن صوتها رائع وفريد من نوعه، وتبقى فنانة ذات موهبة نادرة لا يمكن إنكارها.
إنها تستحق أن تُحاط بأشخاص يحبونها بصدق، ويدركون قيمة موهبتها ويعملون على حمايتها من كل ما قد يسيء إليها. شيرين تحتاج لمن يقف بجانبها، ليس فقط للدفاع عن فنها، بل لحماية روحها وشخصيتها من الاستغلال والمصالح الشخصية.
هنا كشخص عادي يرى بوضوح أن شيرين بحاجة إلى المساعدة. أتوجه إلى عائلتها وأصدقائها المقربين، وإلى كل من يعرف شيرين عن قرب، لا تتركوها وحيدة في مواجهة التحديات.
احموها من نفسها ومن المحيطين بها الذين قد يستغلون ضعفها. شيرين ليست مجرد فنانة، هي إنسانة تستحق أن تجد من يقف بجانبها ويدعمها بكل صدق وإخلاص.
ضياء الأحمدية