بعد موجة الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها مارسيل خليفة بسبب رفضه أداء النشيد الوطني اللبناني أثناء افتتاحه مهرجان (بعلبك). أصدر بيانًا جاء على الشكل التالي:
(كلنا للوطن… شوارع الوطن تفيض بالزبالة، الكهرباء مقطوعة 24 على 24، البيئة ملوثّة: الأكل والشرب والأمراض، الناس تموت على أبواب المستشفيات. جبال الوطن تحوّلت إلى حصى ورمل.. نشيدي في افتتاحية بعلبك كان لوطن عاصي ومنصور الرحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وفيلمون وهبة وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين. وطنهم هو وطني، كيفما التفت خصومك يحاصرونك بثرثراتهم، وأعداؤك يطالبونك بأن تدعهم يحبونك. ماذا تقدر أن تفعل ضد محبتهم؟ أقاوم الإعصار بوتر العود. (سهلنا والجبل، منبت للفتن) أمكنة دبقة ومهسترة. لم يعد من الممكن العيش فيها مع الحياة. كل شيء موسّخ. ضاق ضاق الوطن! ليتنا نصبح على وطن لا يزال فيه العشب أخضر والماء ماء والأحلام أحلاماً.. ولو خابت.
لنا وطن الحب وليس لنا غيره. سنمسك الأمل المطل كما يمسك الغريق خشبة الخلاص. أكثير ان نحلم بهذا القليل. فليطلع ذلك الوطن من كل الجراح. فلينبثق من الخوف. بإيمان الصغار الذين ينتظرونه.
أتذكّر عندما كنّا صغاراً كنّا نلوك النشيد في ملعب المدرسة قبل الصعود إلى الصفوف تحت الشتي والبرد والشمس الحارقة. “ملء عين الزمن” كيف سننهض من قهرنا في زمن القسوة . نبكي اعماراً قتلوها. أسكنوا فيها الخوف. ومتنا من القلق من الحسرة من التهديد من الذل من الخوف من الظلم من القهر ومن الاغتراب.
كانت تحتلنا الجيوش صارت تحتلنا الأشباح في وطن الطوائف. نريد وطناً لا يمنعنا ببطشه أن نكون أحراراً بل بالعكس يساعدنا أن نمارس حرياتنا كاملة دون خوف ودون تشويه ودون تهديد وفي إطار من الحياة المتفاعلة ومن البشر المتفاعلين. وطن يمهد لقيام مجتمع لا يعود في إمكانه أن يغدر بمواهب موهوبيه وأصالة أصيليه ولا يعود محتماً عليه كي يحافظ على نفسه أن يفسد البراءة في النفس البريئة ويخنق الصوت الصافي في حنجرته ويقضي على كل تطلُّع الى المستقبل ويخمد نار الحماسة بقذارة اليأس. وطن البشر لا نشيد وطن الطوائف.
إقرأ: مارسيل خليفة رفض أداء النشيد الوطني اللبناني، والغناء لأهل بعلبك – خاص