بعيداً عن حالة الفزع التي يعيشها المواطنون أثناء حدوث الزلازل، إلا أن هناك فزع من نوع آخر عاشه بالأمس بعض المواطنين الذين يقطنون في أماكن تأثرت بزلزال تركيا الجديد الذي وقع بالأمس، بقوة 6.5 على مقياس ريختر.
لاحظ البعض ظهور أضواء زرقاء في السماء ليلاً، وتم رصد تلك الأضواء عبر الكاميرات، مما اثار حالة شديدة من القلق لدى المواطنين الذين تباينت تفسيراتهم تجاه تلك الأضواء ومصدرها.
ما هو التفسير العلمي لهذا الضوء الأزرق؟
حول ظهور ضوء أزرق بالتزامن مع وقوع الزلزال، قال الباحث والمتخصص في علم ورصد الزلازل محمود القريوتي إنه مع النشاطات الزلزالية الكبيرة قد تصدر أصوات واهتزازات قوية، وحدوث بعض الإضاءات والإشارات الضوئية نتيجة احتكاك الصخور.
وتابع بأن ظهور الإضاءة يحدث على المنطقة المتصدعة والمتكسرة جراء الزلزال، وبعد ذلك قد لا تحدث.
وقال الباحث من مركز ناسا فريدمان فرويند ، في مقال له عام 2014 ، إنه من خلال تحليل 65 حدثا ضوئيا زلزاليا ، فإنها ناتجة عن شحنات كهربائية يتم تنشيطها في أنواع معينة من الصخور أثناء النشاط الزلزالي.
أما المؤلف الرئيسي للدراسة البحثية روبرت تيريولت و الجيولوجي في وزارة الموارد الطبيعية في كيبيك يقول:” أضواء الزلازل ظاهرة حقيقية ، فهي ليست أشياء غريبة الأطوار ويمكن تفسيرها علميا”.
يعتبر ضوء الزلزال ظاهرة جوية مضيئة تظهر في السماء أو بالقرب من المناطق التي يطلق عليها علميًا اسم “الإجهاد التكتوني” أو النشاط الزلزالي، كما تتزامن أيضًا مع حوادث طبيعية أخرى كالانفجارات البركانية، بحسب مقالة نشرها عام 2015، مجموعة من العلماء في مجلة “علوم الأرض” المعنية بعلم الزلزلازل، في محاولة لتفسير ظهور ضوء مشابه خلال زلزال نيوزلندا في العام نفسه.
ورغم أن هذه الظاهرة تحمل اسمًا علميًا، ونُشرت عنها دراسات علمية، لا يوجد إجماع واسع على أسبابها المباشرة.
وتختلف هذه الظاهرة بين الاضطرابات الناتجة عن النشاط الزلزالي، وأخرى متعلقة بالشبكات الكهربائية، مثل خطوط الطاقة المنحنية، والتي يمكن أن تنتج ومضات ساطعة نتيجة اهتزاز الأرض أو الظروف الجوية الخطرة.
هذه الظاهرة حملت خلال السنوات الماضية أسماء عديدة، مثل “البرق الصفيحي”، و”كرات الضوء”، و”التوهجات الثابتة”، ويختلف الجيوفيزيائيون في مدى اعتقادهم أن التقارير الفردية عن الإضاءة غير العادية بالقرب من وقت ومركز الزلزال هي أمر واقعي.
وبحسب بحث نشره موقع “جامعة كولومبيا الوطنية“، فإن الفرضيات القائمة على الفيزياء شرحت هذه الظاهرة، على أنها مرتبطة بالكهرباء المنبعثة من اهتزاز خطوط الكهرباء، في العديد من المرات.
وفي عام 1973، قدم الجيولوجي الياباني يوتاكا ياسوي بعض الأدلة الفوتوغرافية، تظهر غيومًا حمراء وزرقاء متوهجة في السماء فوق مدينة ماتسوشيرو خلال سلسلة من الزلازل في عامي 1965 و1967 . ومع ذلك، فإن صحة الصور هذه لا تزال محل خلاف حتى اليوم، إذ لم يقدم الخبير دليلًا يمكن التحقق منه حينها.